أعربوا عن استعدادهم للتفاوض مع أديس أبابا

ترحيب إفريقي وأممي بإعلان متمردي تيغراي

ترحيب إفريقي وأممي بإعلان متمردي تيغراي
  • القراءات: 414
ق. د ق. د

رحبت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي أمس، بإعلان متمردي اقليم تيغراي الاثيوبي استعدادهم للدخول في مفاوضات سلام مع الحكومة المركزية في اديس ابابا، تحت إشراف الاتحاد الإفريقي لاحتواء الصراع المسلح المتفجر بين الطرفين منذ قرابة عامين. ووصفت الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي إعلان "جبهة تحرير تيغراي" المتمردة في إثيوبيا استعدادها للحوار الجاد بأنها "فرصة فريدة" يجب اغتنامها للتوصل الى تسوية نهائية لأزمة هذا الإقليم. ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، الطرفين إلى العمل بصورة عاجلة من أجل التوصل إلى هدنة فورية والانخراط في محادثات مباشرة في إطار عملية يقودها الاتحاد الإفريقي تشمل الشركاء الدوليين المتفق عليهم".

وأعلن مسلحو جبهة تحرير إقليم تيغراي الواقع الى شمال إثيوبيا أول أمس، استعدادهم للدخول في مفاوضات سلام برعاية الاتحاد الإفريقي، في خطوة تزيل عقبة  التوصل إلى وضع حد للنزاع المستمر منذ عامين. وأكدوا في بيان لهم على الالتزام بوقف فوري ومتبادل لإطلاق النار من أجل توفير أجواء ملائمة.ولم يتضمن إعلان متمردي تيغراي أي شروط مسبقة لدخول العملية التفاوضية ولكنهم يقولون إنهم يريدون مسار سلام "ذو مصداقية" مع وسطاء "مقبولين من كلا الطرفين إضافة الى ملاحظين دوليين.ويأتي قرار جبهة تحرير شعب تيغراي بعد أن كان زعيمها ديبريستيون غابري ميشال، اقترح بداية الشهر الجاري، هدنة بشروط منها وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وإعادة الخدمات الأساسية في الاقليم المضطرب الذي يعاني من نقص حاد في المواد الغذائية وانعدام الكهرباء والاتصالات والخدمات البنكية.   

وجاء قرار "جبهة تحرير شعب تيغراي" في وقت تضاعفت فيه الجهود الدبلوماسية من أجل ايجاد مخرج سلمي لأزمة تيغراي، وذلك بعد استئناف المعارك الشهر الماضي، على إثر انهيار الهدنة المتوصل إليها شهر مارس الماضي. واعتبر تاي دنديا، وزير الدولة لشؤون السلام الاثيوبي، أن موقف "جبهة تحرير تيغراي" يشكل "تطورا إيجابيا"، لكنه شدد على وجوب نزع سلاح ما يسمى "قوات الدفاع عن تيغراي" قبل المضي في أي محادثات سلام.من جانبه دعا الأمين العام الاممي، أنطونيو غوتيريس، أطراف النزاع في إثيوبيا إلى اغتنام الفرصة من أجل السلام، واتخاذ خطوات لإنهاء العنف بشكل نهائي واختيار الحوار. وحث الأطراف على المشاركة بنشاط في العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي، بحسن نية ودون تأخير وتهيئة الظروف المواتية لإجراء المحادثات، مجددا التأكيد على استعداد الأمم المتحدة لدعم عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي.

ورحب في هذا السياق، بإعلان حكومة تيغراي الإقليمية عن استعدادها للالتزام بوقف فوري للأعمال العدائية ولحل النزاع سلميا في شمال إثيوبيا.وتصر الحكومة الاثيوبية منذ مدة على أن يتم أي مسار للسلام مع متمردي تيغراي تحت اشراف الاتحاد الافريقي الذي يتواجد مقره بالعاصمة اديس ابابا ضمن شرط رفضته جبهة تحرير شعب تيغراي التي رفضت وساطة المبعوث الخاص للهيئة الافريقية، الرئيس النيجيري السابق، أولسيغون اوباسانجو، بدعوى انحيازه للوزير الأول الاثيوبي أبي أحمد.واندلعت معارك مجددا بين الطرفين نهاية شهر أوت الماضي، على الحدود الجنوبية ـ الشرقية للإقليم وتوسعت  لتصل حتى مناطق تقع في غربه وشماله، وسط تبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن تجدد الاشتباكات بين الحكومة ومسلحي الجبهة، بعد خمسة أشهر من التوصل لهدنة. وأسفر الصراع المستمر منذ نوفمبر 2020، حتى الآن بإقليم "تيغراي" عن مقتل آلاف الأشخاص وفرار مئات الآلاف حوالي الحدود مع دول الجوار وخاصة السودان، فيما لا تزال هناك جهود وساطة قائمة بين الطرفين لإحلال سلام دائم.