في قرار مفاجئ وغير واقعي

ترامب يعلق مساهمة بلاده في ميزانية منظمة الصحة العالمية

ترامب يعلق مساهمة بلاده في ميزانية منظمة الصحة العالمية
  • القراءات: 863
م. م م. م

حاول تدروس اهانوم غبريسيوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن لا يبدي اهتماما كبيرا، لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بتعليق تمويل بلاده لهذه المنظمة الأممية وقال انه ليس لديه وقت يضيعه وأن كل اهتمامه منصب في الوقت الحالي حول كيفية مساعدة مختلف دول العالم في المعركة التي تخوضها ضد خطر فيروس كورونا وإنقاذ حياة مواطنيها.

وفاجأ الرئيس الأمريكي كل العالم بوقف ضخ حصة بلاده في ميزانية منظمة الصحة العالمية على خلفية اتهامات بفشل مديرها العام في تقدير مخاطر وباء "كوفيد ـ 19" وتأخره في التبليغ عن سرعة انتشاره في كل العالم.

وأضاف الرئيس ترامب لتبرير قراره، أن العالم حصل على معلومات مغلوطة حول حقيقة الفيروس وسرعة انتشاره وعدد الوفيات التي خلفها  مع بداية ظهوره في مقاطعة يوهان الصينية نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي.   

وذهب الرئيس الأمريكي إلى حد اتهام الدبلوماسي الأثيوبي بالانحياز إلى مواقف الصين على حساب بلاده بدعوى الانتقادات التي وجهتها منظمة الصحة لقرارات إدارته بغلق الحدود الأمريكية في نفس الوقت الذي ثمنت فيه قرارات صينية مماثلة وكذا التستر عن اقتسام المعلومات التي كانت لديها حول حقيقة انتشار الوباء في مقاطعة يوهان.

وأضاف الرئيس الأمريكي في سياق هذه الاتهامات أن بلاده تقدم مساهماتها السنوية في ميزانية المنظمة بحوالي 400 مليون دولار بينما لا تتعدى حصة الصين  سوى 40 مليون دولار.

ونفى المدير العام لهذه المنظمة الأممية، الاتهامات الأمريكية وميولاته الصينية، مؤكدا حرصه على نشر كل المعلومات العلمية التي كانت تصله حول الفيروس وطرق انتشار وخطورة عدواه ووسائل التصدي له  بعيدا عن أية ميولات سياسية وبقناعة أن المنظمة "لا تمارس السياسة".

ومهما كانت تبريرات الرئيس الأمريكي التي دفعته إلى اتخاذ قراره ورد المدير العام لمنظمة "أو. أم. أس" فان توقيت اتخاذ مثل هذا القرار لم يكن مناسبا وعكس النزعة "الانكماشية" لرئيس أمريكي أكدت كل تقارير المخابرات في بلاده انه كان على علم مسبق بالوباء منذ شهر نوفمبر، وقبل أن  تبدأ الصين في الكشف عن أولى حالات الإصابة بفيروس وبائي خطير حرصت منظمة الصحة العالمية على تسميته باسم " كوفيد ـ 19" تجنبا لأية  تأويلات عنصرية أو جنسية.

وهو ما جعل كل المواقف الدولية تستنكر خرجة الرئيس الأمريكي وأكدت أنها لم تكن في محلها، خاصة من حيث سياقها الزمني والظرف الصحي الذي تمر به كل المجموعة الدولية والذي يستدعي توحيد جهود كل المجموعة الدولية لمواجهة تداعياته.

واستنكر الأمين العام الأممي، القرار الأمريكي وقال أن توقيت اتخاذه لم يكن مناسبا  وقد كان الواجب أن يتم دعم المنظمة اكثر في جهودها لربح الحرب ضد "كوفيد ـ 19".

وتقاطعت كل المواقف الدولية مستنكرة هذا القرار من بكين إلى موسكو إلى الاتحاد الأوروبي إلى ألمانيا وفرنسا مرورا بالاتحاد الإفريقي، التي تأسف بعضها واستنكر بعضها الآخر القرار الذي لم يكن متماشيا مع وضع صحي عالمي كارثي إلا اذا كان الرئيس الأمريكي تعمد اتخاذه  في مثل  هذه الظروف للتغطية على فشله في مواجهة تداعيات كارثة إنسانية تنتظر بلاده خلال الأيام  القادمة.