مفاوضات أمريكا مع طالبان

ترامب يعد بتوقيع اتفاق الدوحة في حال احترام الهدنة

ترامب يعد بتوقيع اتفاق الدوحة في حال احترام الهدنة
  • القراءات: 515
م. م م. م

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، أنه سيوقع شخصيا على اتفاق السلام مع حركة طالبان الأفغانية في حال استمر احترامها للهدنة المتوصل إليها أول أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة. وقال في تصريح له قبل شروعه في زيارة إلى الهند تدوم يومين، إنه سيضع توقيعه السبت القادم على هذا الاتفاق الذي من شأنه وضع نهاية لحرب أهلية مدمرة في بلد لم يعرف منذ سبعينيات القرن الماضي سوى الحروب ومآسيها.

وحسب تقارير عسكرية أفغانية، فإن الهدنة التي دخلت يومها الثاني أمس، تم احترامها في مجملها من طرف مقاتلي حركة طالبان والقوات الأفغانية والقوات الأمريكية المنتشرة في هذا البلد، حيث يريد الرئيس الأمريكي استغلال هذا الإنجاز التاريخي كورقة انتخابية تحسبا للرئاسيات المنتظر تنظيمها في الثالث من نوفمبر القادم على اعتبار أنه كان المبادر إلى فتح باب الحوار مع حركة طالبان برعاية قطرية وتم إقناعها بعد عام كامل من المفاوضات العسيرة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل فتح صفحة جديدة بين أطراف المشهد السياسي الأفغاني.

وسيتمكن الرئيس الأمريكي في حال كتب النجاح لهذا الاتفاق أن يجسد تعهده بسحب ما تبقى من قوات المارينز من هذا البلد والمقدر تعدادهم بحوالي 12 ألف رجل وتوجيهم إلى الجبهة الصينية والروسية بقناعة أنهما العدو المستقبلي لبلاده.  وقال ترامب إن الوقت قد حان لعودة هذه القوات إلى الديار وأن طالبان يريدون فعلا وقف الحرب عبر التوصل إلى اتفاق سلام دائم لأنها ملت الحرب والاقتتال المتواصل منذ 18 عاما.

وقال ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم حركة طالبان إن حدوث بعض الاشتباكات المعزولة في مناطق نائية لا يجب اعتباره خرقا للهدنة لأن الأمر ليس وقفا لإطلاق النار، في تأكيد لرغبة الحركة في إنجاح هذه الخطوة التاريخية.

واعترف مسعود اندارابي، وزير الداخلية الأفغاني بالنيابة باحترام الأطراف قرار الهدنة وتراجع أعمال العنف، وهو ما سمح بإعادة تشغيل شبكة الهاتف التي كان مقاتلو الحركة يقومون بتخريبها لمنع اكتشاف أماكن تواجدهم وأيضا لخوض المعارك الليلية ضد القوات النظامية.

وحتى قبل حلول السبت القادم، موعد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، فإن ذلك لم يحل دون خروج مئات المواطنين الأفغان في مختلف المدن للتعبير عن فرحتهم وعن أملهم في إسكات لغة البنادق بشكل نهائي وعودة أفغانستان البلد الأفقر في العالم إلى كنف الاستقرار والسلام والتنمية.

وفي حال تم التوقيع على اتفاق الدوحة، فإن ذلك سيفتح الطريق لجولات مفاوضات عسيرة قادمة بين الحركة المتمردة والحكومة الأفغانية التي رفضت حركة طالبان التفاوض معها بقناعة أنها مجرد دمية بين أيدي الأمريكيين وأن التفاوض سيكون مع هؤلاء، قبل تجسيد ذلك عمليا عبر ترتيبات وتفاهمات مع الحكومة بضمانات من الإدارة الأمريكية، وخاصة ما تعلق بأسرى الجانبين وتركيبة الجيش الأفغاني الجديد وتوزيع الحقائب الوزارية وأيضا تحديد مواعيد الانتخابات الرئاسية والعامة والمحلية التي ستضبط الإطار العام للمشهد السياسي الأفغاني القادم.