في انقلاب على مواقف سابقة

ترامب يدعو إلى التمرد على إجراءات الحجر في بعض الولايات

ترامب يدعو إلى التمرد على إجراءات الحجر في بعض الولايات
  • القراءات: 1114
م. م م. م

أصبحت مواقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الداعية إلى إلغاء العمل بإجراءات الحجر الصحي ودعواته الصريحة للتمرد على قرارات حكام بعض ولايات الاتحاد الفيدرالي في هذا الاتجاه، محل استغراب وانتقادات في كل الولايات المتحدة في ظل مواصلة فيروس "كورونا" حصده أرواح مزيد من الأمريكيين.         

وأثارت مواقف الرئيس الأمريكي المتناقضة بخصوص مسألة رفع الحجر الصحي من عدمه جدلا واسعا بسبب تذبذبه وعدم ثباته على موقف واحد. فهو من جهة أكد أول أمس على خطة مرحلية تأخذ في الحسبان درجة تفشي الوباء في مختلف الولايات قبل أن ينقلب على موقفه بـ180 درجة عندما حث الأمريكيين على التمرد على قرارات حكام ولاياتهم والخروج إلى الشارع رفضا لإجراءات الحجر.

وحث الرئيس ترامب الأمريكيين وخاصة ساكني الولايات التي يحكمها حكام من الحزب الديمقراطي على التمرد ورفض الامتثال للحجر الصحي في نفس اليوم الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة أول بؤرة لعدد المصابين في العالم  بإحصائها أكثر من 700 الف مصاب من مجموع 2,5 مليون في كل العالم وأول دولة في عدد الوفيات بأكثر من 37 الف شخص بما يعادل ثلث عدد المتوفين في كل العالم والذين تجاوزوا أمس عتبة 150 الف ضحية.

وإذا كانت قرارات عدة دول برفع تدريجي لقيود الحجر الصحي مبررة بتراجع عدد المصابين والوفيات لديها فإن ما لم يفهمه عامة الأمريكيين دعوة رئيسهم إلى التمرد على هذه الإجراءات في وقت مازالت منحنيات الإصابة والوفيات في تصاعد مستمر وبعد أن أكدت المنظومة الصحية الأمريكية عجزها في التكفل بآلاف الموبوئين بهذا الداء.

واستفاق الأمريكيون أمس على وقع "تغريدات" رئيسيهم بدعوتهم إلى إعلان ثورة ضد حكامهم وخاصة في الولايات التي يحكمها ديمقراطيون طغى عليها شعار "حرروا مينيسوتا" و"حرروا ميشغان" و"حرروا فرجينيا" وهي كلها ولايات يديرها حكام  ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، قبل أن يضيف تغريدة أخرى بعبارة "حرروا ثاني مواد الدستور الأمريكي إنها محاصرة في إشارة إلى حق كل الأمريكيين في حمل السلاح والتي ترفض ولاية فرجينيا تطبقها.

وأكدت تقارير إعلامية من الولايات التي ذكرها الرئيس الأمريكي خروج مواطنين بعضم حاملا سلاحه إلى شوارع هذه المدن في تحد صريح لقرارات الحجر التي فرضتها سلطاتها في ظل الانتشار السريع والمخيف لوباء كورونا في أوساط سكانها. ولم يكن لمثل هذه الدعوات أن تمر هكذا دون أن تثير ردود فعل شرائح واسعة في أوساط الأمريكيين وخاصة حكام عديد الولايات الذين رفضوا الانسياق وراء دعوات الرئيس، ترامب الملحة لرفع إجراءات الحجر بذريعة إنقاذ الاقتصاد الأمريكي من الانهيار.

واستنكر جاي انسلي حاكم ولاية واشنطن المنتمي إلى الحزب الديمقراطي تغريدات الرئيس الأمريكي لأنها تشجع ـ كما قال ـ على القيام بتصرفات خطيرة وغير قانونية في إشارة إلى حمل السلاح واحتمالات استعماله كما أنها تعرض ملايين الأشخاص لخطر الإصابة بوباء كورونا. وأضاف أن تصرفات الرئيس الأمريكي، غير سوية ومن شأنها الدفع باتجاه اندلاع أعمال عنف في شوارع مختلف ولايات البلاد.