التقارب الأمريكي / الكوبي

ترامب يتراجع عن التزامات أوباما

ترامب يتراجع عن التزامات أوباما
  • القراءات: 2299
م. مرشدي م. مرشدي

فاجأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب، العالم بقراره إعادة النظر في قرار تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وكوبا، في أقل من عام منذ الزيارة التاريخية التي قادت سابقه باراك اوباما، إلى هافانا واضعا حدا لقطيعة استمرت طيلة ستة عقود كاملة.

 

واختار الرئيس ترامب، مدينة ميامي بولاية فلوريدا، أهم معقل للاجئين الكوبيين في الولايات المتحدة ليعلن عن هذا القرار الذي آثار حفيظة الحزب الديمقراطي، وحتى وجوها بارزة في الحزب الجمهوري، واعتبروا ذلك مجرد قرار يدخل ضمن خطة الرئيس ترامب، لإزالة آثار سابقه أوباما بدعوى حماية مصالح أمريكا.

وتعهد ترامب أمام الرعايا الكوبيين المقيمين في بلاده بإعادة النظر في قرار تطبيع العلاقات بين بلاده وهافانا، بكيفية تضمن حقوقا إضافية لهم وللولايات المتحدة بدعوى أن الاتفاقية خدمت المصالح الكوبية على حساب المصالح الأمريكية.

ووصف ترامب تطبيع العلاقات الأمريكية ـ الكوبية بـ»الصفقة الرهيبة التي تزرع العنف وزعزعة الاستقرار في المنطقة ولم تجن إدارة أوباما أي مكسب منها.

وأكد الرئيس ترامب، أن إدارته لن ترفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوبا ما لم تقم بإطلاق سراح معتقلين سياسيين وتمكين أحزاب سياسية من حقها في ممارسة السياسة بكل حرية وتنظيم انتخابات حرة تحت إشراف دولي.

ومنع الرئيس الأمريكي في أول إجراء عملي في هذا الاتجاه على الشركات الأمريكية التعامل مع مجمع الشركات الكوبية بدعوى أنه خاضع لسيطرة الجيش الكوبي وخاصة في مجال الصناعة السياحية.

ويسعى الرئيس الأمريكي إلى التضييق على النظام الكوبي بواسطة ورقة السياحة بعد أن توعد بفرض قيود على تنقل الأمريكيين إلى كوبا، والذي شكّل متنفسا حقيقيا لاقتصاد كوبي يعتمد على العائدات التي يدرها عليه قطاع السياحة.

وتدفق على كوبا منذ بداية العام الجاري قرابة نصف مليون سائح أمريكي في منحنى تصاعدي قارب 150 بالمئة مقارنة بالأمريكيين الذين زاروا كوبا العام الماضي.

ونددت السلطات الكوبية في أول رد فعل لها بما وصفته بـ»التضييقات الأمريكية وقرارها الحد من المبادلات بين البلدين بما فيها وضع حد لزيارات الأمريكيين إلى جزيرة الحرية، واعتبرت ذلك تراجعا عن التزام تم بين دولتين ويتعارض مع المعاهدات الدولية في هذا الشأن.

وأكدت الحكومة الكوبية في بيان أصدرته مباشرة بعد هذه الصريحات أن كل إستراتيجية لتغيير النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في كوبا سواء عبر الضغط أو طرق ملتوية سيكون مآلها الفشل الذريع».