أعلن أمس عن صفقة القرن

ترامب يتحدى ويمكن لدولة يهودية في فلسطين

ترامب يتحدى ويمكن لدولة يهودية في فلسطين
  • القراءات: 552
م. م م. م

فقدت خطة السلام الأمريكية التي كشف عنها الرئيس، دونالد ترامب، أمس، عنصر المفاجأة كونها جاءت مطابقة للتسريبات التي سبقتها حيث أكد أن القدس، ستكون العاصمة الموحدة لإسرائيل، كما فقد كل مصداقية عندما وعد بأن خطته تمثل "حظا تاريخيا " للفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة.

ولم يجد الرئيس الأمريكي المثير للجدل سواء على مستوى الداخل الأمريكي أو المستوى العالمي حرجا في القول أنه كتب إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يخبره بصفقته التي لم يسبق للفلسطينيين أن واجهوا خطة شبيهة لها.

وحاول دونالد ترامب الدفاع عن خطته بدعوى أنها الحل الواقعي لتجسيد مبدأ حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي شريطة إعلان الفلسطينيين رفضهم لكل مظاهر الإرهاب والقبول بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل في تناقض صارخ مع حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم التي زعم.

وبمقاربة سياسية أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع راح الرئيس الأمريكي يؤكد أن الخطة راعت مبدأ "رابح ـ رابح" لصالح لفلسطينيين كما للإسرائيليين وتقضي بشكل نهائي على الخطر الذي يمكن أن يشكله قيام دولة فلسطينية مستقلة على أمن الكيان الإسرائيلي وهو أمر واقع يريد فرضه على الجانب الفلسطيني مع إنكار علني لحقوقهم.

وباستعلاء قال ترامب إن الدولة الفلسطينية المستقبلية لن ترى النور إلا بشروط ومنها رفض الإرهاب، في إشارة إلى كل فصائل الشعب الفلسطيني الأخرى، وحينها يمكن أن تكون القدس الشرقية عاصمة لهم وهي مقاربة حملت تناقضا كبيرا بين إصراره على جعل المدينة المقدسة عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي وبين جعل جزئها الشرقي عاصمة "للدولة الفلسطينية المستقبلية" وهي طريقة ذكية لتمكين إسرائيل من كل ما تريد وحينها سوف لن يفقد الفلسطينيون القدس الشرقية وحدها ولكن كل الضفة الغربية بالإضافة إلى هضبة نهر الأردن الاستراتيجية. ومن بين الشروط أيضا الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية والتنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلدهم.

وحتى لا يغضب "صديقه" نتانياهو أكد ترامب على تمكين إسرائيل من اراض محتلة دون الكشف عن مساحتها وجعلت هذا الاخير يصف يوم أمس بأنه "يوم تاريخي" في مسار إقامة دولة الاحتلال، في حين أنه يوم أسود على الشعب الفلسطيني شبيه بيوم النكسة سنة 1948.

يذكر أن إعلان الرئيس الامريكي عن خطته التي جاءت اسفينا اضافيا في ظهر القضية الفلسطينية حضره سفراء دول البحرين وسلطنة عمان والامارات العربية، وهو ما جعله يثمن هذا الحضور بعد أن تجاهلوا نداء الرئيس الفلسطيني بعدم تلبية الدعوة للمشاركة في جريمة أخرى في حق الفلسطينيين.