دافع عن حصيلته الرئاسية
ترامب يتجاهل مسألة عزله في خطابه للأمة

- 759

دافع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب في خطابه السنوي للأمة الأمريكية أمس، عن حصيلة إدارته العام الماضي، بعبارات وإيحاءات تحدي تجاه نواب الحزب الديمقراطي في الغرفة السفلى ساعات فقط قبل جلسة الحكم النهائي لعزله من عدمه بمجلس الشيوخ. وأراد الرئيس الأمريكي، أن يجعل من الطريقة التي استعملها في إلقاء خطابه رسالة قوية باتجاه الحزب الديمقراطي، حيث دافع عن إنجازاته وقال إنه لم يحققها أي رئيس أمريكي قبله وفي وقت قياسي.
وقال ترامب أمام نواب الكونغرس إن ما حققه من نتائج، كانت غير متوقعة، وأنه الرئيس الوحيد الذي التزم بتحقيق وعوده وأن الخطة التي انتهجها نجحت، خاصة في المجال الاقتصادي في إطار المبادلات التجارية بين بلاده والصين وكندا والمكسيك التي مالت كفتها لصالح الولايات المتحدة. وكان من نتائجها تراجع نسبة البطالة إلى أدنى مستوياتها وتراجع عجز الميزان التجاري الأمريكي لأول مرة منذ ست سنوات، وهي النتائج التي جعلت عمليات سبر الآراء تمنحه تأييد 49 بالمائة من المواطنين الأمريكيين.
وعكست اللهجة التي استعملها الرئيس ترامب تأكده من النجاة من مقصلة محاكمة العزل بالنظر إلى أغلبية المقاعد التي يحوزها حزبه في مجلس الشيوخ الذي يتطلب نسبة الثلثين من أجل عزله بما يعني حصول مبادرة الحزب الديمقراطي على67 صوتا من أصل 100 صوت. واستعمل ترامب هذه الورقة الرابحة لإفشال مسعى الديمقراطيين لإنهاء عهدته قبل تسعة أشهر قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث نوفمبر القادم. وكان شعوره بالاطمئنان من هذا الجانب هو الذي جعله يتجاهل الإشارة إلى هذه المحاكمة التاريخية طيلة مدة إلقائه خطابه في وقت كان النواب الديمقراطيون غير مكترثين بما كان يعدد من إنجازات إدارته على مدار الأعوام التي قضاها في البيت الأبيض منذ جانفي 2017.
وفضل نواب الحزب الجمهوري مسايرة رغبة رئيسيهم رغم قناعتهم أنه خالف القوانين الأمريكية بخصوص استعمال سلطات الولايات المتحدة لخدمة مصالحه السياسية الشخصية في ما أصبح يعرف بـ"الفضيحة الأوكرانية" التي اتهم فيها بابتزاز الرئيس فولودومير زيلانسكي الذي طالبه بفتح تحقيق قضائي في حق منافسه المحتمل في الانتخابات القادمة، النائب الديمقراطي جو بايدن مقابل تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 490 مليون دولار.
ودخل ترامب قاعة الكونغرس التي ضمّت نواب الغرفتين بخيلاء وثقة في النفس إلى درجة أنه رفض مصافحة رئيسة غرفة النواب النائب الديمقراطية نانسي بليوسي، الأمر الذي أثار ضوضاء واستنكارا واسعا وسط النواب الديمقراطيين تجاه تصرف ما كان ليحدث في إحدى أعرق الديمقراطيات في العالم. وردت بيلوسي الصاع صاعين، عندما قامت لحظة وقوفها إلى جانب الرئيس ترامب وفق ما يقتضيه البرتوكول الأمريكي بتمزيق خطابه أمام الكاميرات وقالت إنه أحسن رد على ما قاله الرئيس.