تميزت كلمته أمام الجمعية العامة الأممية بالغموض

ترامب يبقي حالة الترقب حول مستقبل العلاقة مع إيران

ترامب يبقي حالة الترقب حول مستقبل العلاقة مع إيران
  • القراءات: 756
م. مرشدي م. مرشدي

حظي الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أمام الجمعية العامة الأممية أمس باهتمام خاص بعد أن جعلت منه كل العواصم ”بارومتر” للوقوف على حقيقة مواقف الولايات المتحدة تجاه مختلف قضايا الراهن الدولي.

وكما كان متوقعا فقد طغى توتر العلاقة مع إيران على خطابه دون أن ينسيه ذلك في التطرق إلى العلاقات مع الصين والضغوط التي يكون قد مارسها على الرئيس الأوكراني الجديد وحتى علاقاته مع بريطانيا ما بعد ”بريكست” وصولا الى الأزمة مع فنزويلا.

وتفادى الرئيس الامريكي منذ البداية الفصل في موقف إدارته بخصوص اللجوء الى القوة العسكرية ضد إيران بعد اتهامها بضرب منشآت نفطية ضخمة في العربية السعودية، وفضل بدلا عن ذلك اللعب على الحبلين دون الحسم في هذه المسالة باستثناء إعادة تأكيده على تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران ما لم تغير سياستها في المنطقة.

وجاء موقف التشدد في وقت دخلت فيه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون على خط التهدئة محاولين لعب دور الوسيط لإقناع الطرفين باستغلال فرصة أشغال الجمعية الأممية لعقد قمة علها تنزع فتيل التوتر وتمهد الطريق لعودة الهدوء إلى منطقة الخليج.

وبقيت مسألة عقد هذه القمة الى غاية مساء أمس محل تساؤلات في كواليس مقر الأمم المتحدة تعقد أو لا تعقد، رغم تمسك كل طرف بمواقفه وخاصة الجانب الإيراني الذي أكد أنه يرفض عقدها مادامت الولايات المتحدة تواصل حصارها الاقتصادي على إيران.

وإذا سلمنا بان السياسة لا تعترف بالمستحيل وأن لعبة الكواليس بإمكانها تليين المواقف فان التئام هذه القمة يبقى أمرا ممكنا في انتظار الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم أمام الجمعية العامة الأممية والمواقف التي سيعلن عنها وخاصة الوضع في المنطقة العربية.

وفي انتظار أي تحول محتمل فإن الرئيس الأمريكي جدد التأكيد أيضا على موقفه المتشدد حيال نظام الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو وقال إنه يراقبه عن كثب بسبب الفخ الذي وضع فيه الشعب الفنزويلي الذي حاول مغازلته والقول بأنه يقف الى جانبه الى غاية تحقيق الديمقراطية عبر الإطاحة بنظام الرئيس الحالي.

وفي رسالة رفض قوية لمضمون خطابه فضلت السفيرة الفنزويلية في الأمم المتحدة تصفح كتاب حول زعيم التحرر في أمريكا اللاتينية، سيمون بوليفار في الوقت الذي كان فيه الرئيس ترامب يتحدث عن الأوضاع في بلادها ضمن رسالة قوية بأنه مادام الكلام دون مقابل فتكلم، في وقت فضل فيه الرئيس الفنزويلي التوجه الى موسكو ضمن زيارة رسمية حيث من المنتظر أن يلتقي بالرئيس فلاديمير بوتين.

كما حذر الرئيس الامريكي السلطات الصينية بخصوص تطورات الأزمة السياسية التي تعرفها هونغ كونغ حاثا إياها على حماية ما سماه ” نمط المعيشة الديمقراطي ” في هذه الجزيرة.

وتعد هذه المرة الأولى منذ اندلاع هذه المظاهرات قبل ثلاثة أشهر يستعمل فيها الرئيس الامريكي عبارات تحذير قوية ضد السلطات الصينية سوف لن تبقي بكين دون رد وستعتبر ذلك تدخلا مرفوضا في شؤونها الداخلية.

ولم يفوت الرئيس ترامب المناسبة للاستثمار في تداعيات عملية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وراح يتعهد بابرام اتفاق تجاري ”رائع” بين بلاده وبريطانيا بمجرد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وذهب إلى حد التأكيد بأنه يعمل بشكل وثيق مع الوزير الأول البريطاني، بوريس جونسون من أجل التوقيع على هذا الاتفاق وقال أن عدم تحقيق هذا الخروج سيكون بمثابة أمر ”مرعب”.

ومهما كانت مواقف الرئيس الامريكي إلا أن متتبعين أكدوا أن الرئيس، دونالد ترامب ظهر في صورة غير الواثق من نفسه في وقت جاءت أفكار خطابه مشتتة وغير متجانسة بما يؤكد عدم ثباته على موقف واحد ربما بسبب انشغاله بالانتخابات الأولية للرئاسيات الأمريكية وسط ضغوط ديمقراطية لإنهاء عهدته قبل أوانها في وقت يصر فيه على مواصلة تجربته تكريسا لنرجسيته بأنه أعظم رئيس يحكم أعظم قوة في العالم.