قرر سحب قرابة 12 ألف عسكري أمريكي من ألمانيا

ترامب يبدأ قطع علاقة الود العسكري مع أوروبا،،،

ترامب يبدأ قطع علاقة الود العسكري مع أوروبا،،،
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
  • القراءات: 600
م. م م. م

قرر البنتاغون الأمريكي أمس، سحب 11900  عسكري من قواته المرابطة في ألمانيا وإعادة نشر بعضهم في بلجيكا وإيطاليا وإجلاء آخرين إلى الولايات المتحدة ضمن أول عملية تموقع لوحدات "المارينز" في أوروبا منذ عدة عقود.    

وكشف مارك ايسبر، كاتب الدفاع الأمريكي أن بلاده تعتزم أيضا إعادة نشر قواتها في بولونيا ودول بحر البلطيق الثلاثة بمجرد التوصل إلى اتفاق مع سلطات هذه البلدان حول الوضع القانوني للقوات الأمريكية المتواجدة فوق أراضيها.

وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي أن من بين 34500 عسكري المتواجدين حاليا في ألمانيا، سيتم إجلاء 6400 من بينهم إلى الولايات المتحدة، بينما سيتم نشر 5600 الآخرين في دول أخرى أعضاء في حلف "الناتو" وأن ألفي عسكري آخرين سيتم نشرهم في كل من إيطاليا وبلجيكا.

وقال إيسبر خلال ندوة صحفية عقدها بالعاصمة واشنطن أمس، إن الهدف من وراء هذه الحركية في صفوف القوات الأمريكية يحمل أبعادا استراتيجية وخاصة مواصلة سياسة الردع ضد روسيا ضمن قبضة مازالت تحمل رائحة حرب باردة انتهت نظريا بين البلدين منذ سقوط جدار برلين سنة 1989.

وهي ذريعة سارع الرئيس، دونالد ترامب إلى دحضها وقال إن السبب الحقيقي الذي دفعه إلى اتخاذ هذا القرار يبقى رفض السلطات الألمانية دفع أموال إضافية مقابل ضمان قوات بلاده الدفاع عنها وعن كل أوروبا مقابل حمايتها من التهديدات الروسية.   

وكان الرئيس الأمريكي صادما في تصريح أدلى به أمام مقر البيت الأبيض، عندما قال "سئمنا أن ننعت في كل مرة بالبلهاء وهو ما دفعنا إلى تقليص تعداد وحداتنا لأنهم لا يدفعون وهذا كل ما في الأمر".

وسيتم وفق خطة إعادة الانتشار هذه نقل مقر قيادة القوات الأمريكية في أوروبا "أوكوم" المتواجد بمدينة شتوتغارت الألمانية إلى مدينة مونس البلجيكية حيث يوجد أيضا مقر قيادة حلف شمال الأطلسي بما يجنب الجنرال الأمريكي الذي يشرف على القيادتين عناء الذهاب والإياب في كل مرة بين البلدين مع كل ما يكلفه ذلك من وقت وأموال.

وكشف وزير الدفاع الأمريكي، ضمن هذه الحركية أنه لا يستبعد أيضا نقل مقر قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم" من ألمانيا من دون أن يحدد مكانه ولا متى سيتم اتخاذ القرار النهائي بخصوص ذلك.

وتقرر في سياق ذلك أيضا، الإبقاء على 2500 عسكري أمريكي التابعين لقوات الجو الأمريكية والمتواجدين حاليا في قاعدة ملدنهال البريطانية إلى حين، بعد أن كان من المنتظر تحويلهم إلى ألمانيا.

وكشف كاتب الدفاع الأمريكي أن البدء في هذا الانسحاب سيكون خلال الأسابيع القليلة القادمة قبل أن يؤكد الرئيس ترامب باحتمال إعادة النظر في خطة إعادة الانتشار، وقال "إذا قرروا التسديد، فإنني مستعد لإعادة التفكير في ذلك" في إشارة إلى الدول الأوروبية الأعضاء في حلف "الناتو".

وهو توضيح جاء ليؤكد تصريحات الرئيس الأمريكي الذي أكد مباشرة بعد توليه مهامه شهر جانفي 2017 أنه يعتزم إعادة النظر في طبيعة العلاقة مع دول الحلف الأطلسي، بقناعة أن بلاده لا يمكنها مواصلة انفاق أموال طائلة في ميزانية  هذا المنتظم العسكري للدفاع عن دول أصبح  يتعين عليها إدخال يدها في جيبها لتسديد بعضا من هذه الأعباء.

وفهمت الدول الأوروبية، حينها أن العلاقة بين ضفتي الأطلسي مرشحة لأن تعرف هزات قادمة وخاصة في ظل إعلان الولايات المتحدة تحويل اهتمامها العسكري باتجاه الشرق الأدنى بعد أن أصبحت تنظر إلى الصين كمنافس استراتيجي قادر على زحزحة مكانة بلاده كأول قوة عسكرية في العالم.