فقدا شعبيتهما وخسرا رهان حماية اقتصاد بلديهما

ترامب وبولصونارو يجنيان نتائج استهانتهما بـ"كورونا"

ترامب وبولصونارو يجنيان نتائج استهانتهما بـ"كورونا"
ترامب وبولصونارو يجنيان نتائج استهانتهما بـ"كورونا"
  • القراءات: 661
م. م م. م

عندما يتحدث البروفيسور، أنطوني فوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة يقف الأمريكيون كلهم آذانا صاغية لما سيقوله حول آخر تطورات "كوفيد ـ 19" وخاصة وأن معظم تصريحاته حملت تشاؤما معلنا حول حقيقة تفشي الوباء في بلاده، وضمن إسقاطات قد تهم دول العالم كلها.

ولم يخرج تصريح عالم الأوبئة الأمريكي، أمس، عن نطاق هذا التشاؤم عندما أكد أن الوضع الوبائي القائم في بلاده، مرشح لأن يخرج عن نطاق السيطرة مرة أخرى في ظل استمرار تسجيل آلاف الإصابات اليومية ومئات الوفيات ضمن أرقام كارثية جعلت الولايات المتحدة تتصدر قائمة بلدان العالم في عدد ضحايا هذا الوباء بقرابة 115 الف وفاة وإصابة أكثر من مليوني شخص آخرين، بفارق كبير عن دولة البرازيل التي حلت ثانيا بقرابة 42 ألف وفاة.

وذهب كبير خبراء مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الذي عينه الرئيس ترامب على رأس اللجنة الفيدرالية لمتابعة تطورات تفشي الجائحة العالمية إلى حد التأكيد أن بلاده معرضة لزيادة مفرطة في عدد الإصابات بمجرد البدء في رفع القيود المفروضة عن النشاط الاقتصادي.

وأضاف أنه بمجرد البدء في تسجيل مزيد من حالات الإصابة فإن ذلك سيكون بمثابة تحذير بأن طريقة التعامل مع الوضع تسير في اتجاه خاطئ، ضمن رسالة قوية متعارضة مع رغبة الرئيس دونالد ترامب في رفع كل قيود الحجر الصحي بمبرر أولوية إنقاد الاقتصاد الأمريكي من إفلاس مؤكد في حال تم الإبقاء على حالات الإغلاق التي فرضها انتشار الوباء.

وكان تسجيل 800 حالة إصابة جديدة في كل الولايات المتحدة ووفاة أكثر من 400 آخرين أمس بمثابة ناقوس خطر حقيقي في الولايات المتحدة رغم أن الرقمين بعيدين كل البعد عن عدد الإصابات التي تم تسجيلها في بدايات انتشار الوباء والتي تعدت في كثير من الأيام عتبة 2000 وفاة كل يوم.

وجعلت مثل هذه الأرقام، مسؤولي الصحة في هذا البلد يشددون على  ضرورة مواصلة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية لمنع أي خطر لإعادة ظهور موجة جديدة من الإصابات وراحوا يحذرون من أن الإدارة الأمريكية قد تضطر إلى إعادة فرض قيود صارمة في حال حدوث طفرة في حالات الإصابة بالمرض وخاصة وأن البلاد لم تخرج من دائرة الخطر الوبائي للمرحلة الأولى من تفشي الجائحة وانتقال دائرة الإصابات من ولاية نيويورك في أقصى الشرق إلى ولايات الجنوب ـ الغربي في أريزونا وتكساس وفلوريدا.

ووضعت هذه الأرقام والتوقعات التشاؤمية، الرئيس الأمريكي في قلب حملة اتهامات بسوء تسيير الأزمة بسبب تراخيه في اتخاذ الإجراءات الاستباقية في وقتها المناسب بمجرد تلقيه لأولى التقارير المحذرة من فيروس خفي ولكنه قاتل وعدواه تنتشر بطريقة لوغاريتمية تتوسع بمثل النار في الهشيم.

والمفارقة أن مسؤولي الدول الذين استهانوا بخطر الجائحة وقدرتها على الفتك بأرواح الناس بمثل هذه الأعداد تأكدوا في سياق انتشارها أنهم أخطأوا فعلا ولكن بعد فوات الأوان في تقدير موقف كان من الواجب التعامل معه بطريقة التعاطي مع الكوارث المفاجئة.

وهو الحال الذي وصلت إليه دولة البرازيل التي تحولت امس إلى ثاني أكبر بؤرة للوباء في العالم بتسجيلها لأكثر من 42 ألف ضحية ضمن قائمة كارثية مفتوحة على أعداد هائلة قادمة.

ووجد الرئيس اليميني، جايير بولصونارو نفسه في سياق هذا المنحنى المتصاعد في نفس وضعية صديقه الأمريكي، دونالد ترامب، حائرا في كيفية التعاطي مع تداعيات وباء لم يبلغ الذروة رغم حصيلة موتاه  الكارثية ضمن حقيقة تأكد انه السبب المباشر في وقوعها عندما أكد أن الوباء مجرد زكام موسمي لن يلبث أن يزول خطره وانه غير مستعد لان يضحي باقتصاد بلاده لصالح إجراءات حجر وقائية ستكون تبعاتها كارثية ولكنه وجد نفسه في النهاية خاسرا على ثلاث جبهات، فلا هو جنب اقتصاد بلاده من إفلاس محتوم ولا هو ضمن حماية صحية لمواطني بلده ولا هو حافظ على صورته كرئيس لأكبر قوة في أمريكا اللاتينية عندما تهاوت شعبيته إلى ادنى مستوياتها بسبب مخلفات هذه الجائحة الكونية.