شدد على أن بلاده لن تحارب الإرهابيين مكانهم

ترامب: القضاء على الإرهاب مسؤولية الدول الإسلامية

ترامب: القضاء على الإرهاب مسؤولية الدول الإسلامية
  • القراءات: 1921
م. مرشدي م. مرشدي

بلغة طغت عليها البراغماتية استطاع الرئيس الأمريكي، أن يمرر أمام 55 رئيس دولة وحكومة إسلامية نظرته إلى المنطقة وإلى الإرهاب، وسبل القضاء عليه والدور الذي يتعين عليها القيام به لتحقيق ذلك.

كلمة ترامب التي استغرقت 35 دقيقة كانت كافية لأن تضع قادة الدول الإسلامية الحاضرين في الإطار الذي تريد إدارته التعامل مع منطقة قال إنها تحمل كنوزا كثيرة يجب إعادة بعثها، والتي بإمكانها أن تجعل منها أكبر مركز للتجارة العالمية بالنظر إلى المقدرات الهائلة التي تتوفر عليها.

وتابع قادة الدول العربية والإسلامية بشغف كبير مضمون الخطاب الذي انتظرته شعوب المنطقة ليتأكدوا أن الرئيس الأمريكي الجديد اختار العاصمة السعودية ضمن أول زيارة له إلى الخارج ليمرر مواقفه التي طغت عليها نظرته لمحاربة الإرهاب، وقال إن مستقبل المنطقة في كنف الاستقرار لا يمكن تحقيقه دون هزم هذه الظاهرة والأفكار والجهات الداعمة لها.

وكان الرئيس الأمريكي واضحا منذ البداية بخصوص هذه المهمة، وقال إن الدول الإسلامية تبقى المسؤول الأول عن دحره، وأن الولايات المتحدة ستقوم فقط بتقديم الدعم بالسلاح والخبرة للقضاء على عناصره وكذا أساليب تمويله المتلوية.

وأضاف أن بلاده مستعدة للوقوف إلى جانب الدول الإسلامية ولكن «لا يجب أن تنتظروا منا أن نقوم بذلك بدلكم أو نقوم بمهمة سحق هذا الخطر»، وبقناعة أن «الخلاص من خطر الإرهاب يجب أن يبدأ من هذه الأرض».

وهي المقاربة التي جعلته يؤكد أن بلاده وضعت إستراتيجية جديدة تعتمد على الواقعية لتحقيق الأمن عبر الاستقرار وليس الفوضى، وتفادي أخطاء الاستراتيجيات الماضية في إشارة إلى مقاربة الفوضى الخلاقة التي وضعتها إدارة الرئيس جورج بوش الابن كتصور لمستقبل المنطقة العربية، والتي أدت في النهاية إلى إشعال فتيل حروب مازالت قائمة إلى اليوم.

الرئيس الأمريكي بنى تصوراته المستقبلية على أن المجتمعات الإسلامية تبقى أكبر المتضررين من الأعمال الإرهابية، بدليل أن 95 ٪ من ضحاياها من المسلمين ولكنه أضاف أنه في حال تضافرت جهود جميع الحاضرين فإن قمة الرياض التاريخية ستكون بداية  نهاية ـ الإرهاب والداعمين له في الشرق الأوسط وكل العالم، والذين قال بشأنهم «إنهم لا يعبدون الله بقدر ما يعبدون الموت».

وضمن هذه المقاربة وضع الرئيس ترامب، عدة تنظيمات في قائمة المجموعات الإرهابية وعلى رأسها حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» الفلسطينية وتنظيمي القاعدة و«داعش» والحوثيين في اليمن، متهما إيران بتمويل وتسليح وتدريب عناصرها بما يتعين عزلها إقليميا ودوليا من منطلق أنها الدولة التي أشعلت فتيل عدة حروب طائفية، وتحرّض على «موت إسرائيل» و«الولايات المتحدة».

وضمن هذا البديل أكد الرئيس الأمريكي على حتمية البدء في تجفيف منابع الإرهاب وتمويل تنظيماته وهو الهدف الذي تم من أجله التوقيع على اتفاقية وصفها بـ«التاريخية» خلال قمة عقدها مع قادة الدول الخليجية صباح أمس، والتي وضعت الأسس الأولى لاستحداث هيئة تعمل تحت وصاية كتابة الخزينة الأمريكية لقطع الطريق أمام تمويل الإرهاب وملاحقة مموليه.

بكثير من التفاؤل والبراغماتية ختم الرئيس الأمريكي كلمته بدعوة القادة الحاضرين إلى العمل سويا من أجل تحقيق هذه الأهداف وقال «إذا وحدنا صفوفنا فإننا لن نفشل أبدا وسنهزم الإرهاب».

كما تناول الكلمة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي ثمّن هذه القمة وانتهى إلى التأكيد على أن من بين عوامل القضاء على الإرهاب أيضا وضع القضية الفلسطينية ضمن الأولويات من منطلق أن إبقاء الوضع على حاله يساهم في تكريس النزعة الإرهابية، وكذا جعل مدينة القدس الشريف عاصمة مفتوحة على كل الديانات السماوية في إشارة إلى رفضه إخضاعها لمخطط الكيان الإسرائيلي الذي يريد جعلها عاصمة أبدية له، تماما كما طالب بذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي طالب هو الآخر بوضع القضية الفلسطينية ضمن أولويات الإستراتيجية الأمريكية للقضاء على الإرهاب.الرئيس الأمريكي غادر المملكة العربية السعودية باتجاه اسرائيل حيث يلتقي بالوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبعدها إلى أراضي الضفة الغربية حيث سيلتقي الرئيس محمود عباس، في قمة ثنائية اليوم، قبل أن يسافر إلى العاصمة الأوروبية بروكسل، ثم جزيرة صقلية الإيطالية أين سيحضر قمة حلف «الناتو» وقمة مجموعة السبعة الكبار.