بسبب تعاظم خطر فيروس كورونا

تحذيرات متلاحقة من كارثة إنسانية في الأراضي الفلسطينية

تحذيرات متلاحقة من كارثة إنسانية في الأراضي الفلسطينية
  • القراءات: 719
م. م م. م

تقاطعت تحذيرات من داخل قطاع غزة ومن خارجه على دق ناقوس الخطر من تداعيات إنتشار فيروس "كورونا" على صحة سكان هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية ومنها إلى كل مناحي حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظل حصار إسرائيلي جائر منذ 15 عاما.

وكان من الانعكاسات السلبية المباشرة لهذا الداء فقدان آلاف العمال الغزاويين مناصب عملهم بسبب توقف كل مظاهر الحياة في اقتصاد مشلول أصلا منذ سنة 2007 وزاده شللا الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها من اجل منع اتساع انتشار هذا الفيروس القاتل في أوساط سكان يعيشون أوضاعا صحية كارثية.

وحذرت جمعية أرباب العمل الفلسطينيين أمام هذا الواقع المزري  من أن تزاوج آثار استمرار الحصار ومخلفات فيروس "كورونا" سيؤدي حتما إلى انهيار آلة اقتصادية متهالكة رغم صمودها في وجه إجراءات القتل البطيء التي اعتمدتها حكومات الاحتلال المتعاقبة  منذ 15 عاما.

وقدرت هذه الجمعية فقدان الورشات الصناعية في مختلف مدن القطاع أكثر من 10 آلاف وظيفة منذ بداية انتشار هذا الفيروس مما أدى إلى تراجع الإنتاج بنسبة 19 بالمئة، بما أصبح ينذر بانهيار اقتصادي وشيك وبارتفاع غير مسبوق لنسب البطالة والفقر في أوساط يعيشون أصلا على عتبة الفقر.

ولم يخف نيكولاي ملادينوف، منسق الأمم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، في سياق هذه الصورة السوداوية، قلقه تجاه العواقب الاجتماعية والاقتصادية لجائحة "كوفيد-19" على عامة الشعب الفلسطيني، وبصفة خاصة الفئات المجتمعية الهشة في قطاع غزة.

وذهب ملادينوف، إلى حد التأكيد على أن الانكماش الاقتصادي والقيود الضرورية على الصحة العامة ستكون لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد الفلسطيني وأيضا على استمرارية السلطة الفلسطينية، بعد تراجع عائدات التجارة والسياحة والتحويلات إلى أدنى مستوياتها منذ عقدين بسبب هذا الداء.

وسجل المنسق الاممي أنه في ظل سيطرة السلطة الفلسطينية "المحدودة للغاية" على اقتصادها فإنها لا تستطيع الوصول إلى الأدوات النقدية والمالية التقليدية اللازمة لمواجهة تداعيات هذه الأزمة، كون هذه الأدوات في "يد إسرائيل، مما جعله يحذر من وضع "خطير للغاية "  أصبح يفرض اتخاذ إجراءات جريئة من قبل جميع الأطراف المعنية".

وخرج أطباء فلسطينيون، أمس، عن صمتهم، محذرين من كارثة صحية في المدن المحتلة وخاصة في احياء مدينة القدس الشريف التي عرفت انتشارا متسارعا لفيروس "كورونا" وسط تعتيم إعلامي مقصود من طرف سلطات الاحتلال التي رفضت إلى حد الأن إجراء فحوصات كشف للمقدسيين وتوفير الإجراءات الوقائية لهم.

ودقت شبكة "أطباء القدس" أمس ناقوس الخطر بعد تسجيل عدد كبير من الإصابات  بهذا الوباء في حي سلوان الذي تقطنه أغلبية فلسطينية وحثت كل المقدسيين على اتخاذ إجراءات وقائية وطبية ذاتية لحماية أنفسهم في ظل تقصير سلطات الاحتلال عن القيام بدورها.

وقال الدكتور فؤاد أبو حامد مدير الخدمات الطبية في المركز الطبي في بيت صفافا أن "تسارعا مذهلا سجل في اليومين الماضيين في ثلاثة أحياء بمدينة القدس الشريف بعد تسجيل 35 حالة إصابة والاشتباه في وجود 70 حالة أخرى بما ينذر بكارثة حقيقية.

أعلنت الحكومة الفلسطينية عن ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في فلسطين أول أمس إلى 290 بعد تسجيل 22 حالة جديدة.