خطر المجاعة يزداد يوما بعد آخر

تحذيرات فلسطينية وأممية من كارثة إنسانية في غزة

تحذيرات فلسطينية وأممية من كارثة إنسانية في غزة
  • القراءات: 429
ق. د ق. د

أطلقت أطراف فلسطينية وأممية، أمس، صافرات الإنذار من مجاعة حقيقية تهدد سكان شمال قطاع غزّة المحرومين من أدنى مقومات الحياة، في ظل مواصلة  الاحتلال الصهيوني منع إيصال أي مساعدات إنسانية إلى مناطقه منذ بدء عدوانه الغاشم في السابع أكتوبر الماضي.

طالبت السلطات الفلسطينية في قطاع غزّة، بضرورة إدخال بشكل فوري ألف شاحنة يوميا لمحافظة شمال غزة حتى تتعافى من المجاعة وآثارها، محذّرة من خطر كارثة إنسانية تلوح في الأفق في حال عدم الإسراع في إغاثة السكان.

وحمل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيانه أمس، الولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن تصاعد المجاعة بمحافظة شمال غزة بعد نفاذ كميات الطحين والأرز والطعام والغذاء، وكذلك نفاذ حبوب وأعلاف الحيوانات التي يأكلها المواطنون بشمال غزة.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، أن كل دول العالم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه هذه الجريمة القذرة التي يمارسها الاحتلال بدعم أمريكي كامل، ومضيفا أن كل دول العالم مطالبة بالتنديد وإدانة هذه الجريمة التي قد تودي بحياة نصف مليون إنسان شمال غزة وأطرافها.

ونفس التحذير أطلقه كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، اللذين أكدا أن خطر المجاعة في غزة يزداد يوما بعد الآخر، خاصة لما يقدر بـ300 ألف شخص في شمال غزة، انقطعت عنهم المساعدات بشكل كبير، مبينين أن وصول المساعدات إلى مدينة غزة لا يكفي لمنع حدوث المجاعة.

وقالت منظمة الصحة العالمية، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" إن الجوع يضعف قدرة الأشخاص على مقاومة الأمراض، مؤكدة ضرورة إنهاء المعاناة بغزة. وذكرت أن "الجميع في غزة جائعون، فيما تنتشر الأمراض المعدية.. دون ما يكفي من الغذاء، سيمرض ويموت المزيد من سكان غزة"، مشددة على الحاجة الماسة للوصول الإنساني بشكل أسرع وأكثر استدامة.

وكانت آخر مرة تمكنت فيها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" من توزيع المواد الغذائية في شمال وادي غزة في 23 جانفي الماضي، في وقت لا يزال فيه وضع الرعاية الصحية في غزة محفوفا بمخاطر بالغة وسط تواصل العدوان الصهيوني ونقص الإمدادات والطواقم الطبية.

وفي نفس السياق، أعلن فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أنه لا يبدو أن التدمير واسع النطاق الذي قامت به القوات الصهيونية للبنية التحتية المدنية في غزة من أجل إنشاء "منطقة عازلة" لأغراض أمنية عامة يتوافق مع استثناء "العمليات العسكرية" المحدود المنصوص عليه في القانون الإنساني الدولي.

وقال تورك، في بيان إعلامي إنه أكد للسلطات الصهيونية أن المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر قيام دولة الاحتلال بتدمير الممتلكات المملوكة لأشخاص عاديين "إلا عندما يكون هذا التدمير لازما للغاية للعمليات العسكرية".

وكانت تقارير أفادت بأن جيش الدفاع الصهيوني يدمر جميع المنشآت في قطاع غزة الواقعة في إطار مسافة كيلومتر واحد من السياج بين الاحتلال الصهيوني وقطاع غزة، ويطهر المنطقة بهدف إنشاء "منطقة عازلة".

وقال تورك، في البيان إن التدمير واسع النطاق للممتلكات الذي لا تبرره الضرورة العسكرية ويتم تنفيذه بشكل غير قانوني وتعسفي، يرقى إلى مستوى انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة ويرقى إلى كونه جريمة حرب.

وقال "منذ أواخر أكتوبر 2023، سجل مكتبي دمارا وهدما واسعي النطاق من قبل جيش الدفاع الصهيوني للبنية التحتية المدنية وغيرها، من بينها المباني السكنية والمدارس والجامعات في المناطق التي لا يدور فيها القتال أو لم يعد يدور فيها".

 


 

أكثر من 12 ألفا منهم أطفال و8300 نساء.. 35 ألف شهيد ومفقود في 126 يوم من العدوان

تخطت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني الجائر على قطاع غزة الذي دخل شهره الخامس عتبة 35 ألف شهيد ومفقود من بينهم 12 ألفا و150 شهيد من الأطفال و8300 من النساء وأكثر من 67 ألف جريح.

أحصت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في آخر تحديث لها أمس، عن بقاء 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض لم تتمكن طواقم الدفاع المدني ولا الإسعاف من الوصول إليهم بسبب استمرار القصف الصهيوني المكثف على كل شبر من القطاع.

كما تشمل حصيلة الضحايا 340 شهيد من طواقم الطبية و46 من الدفاع المدني، إضافة إلى ارتقاء 123 صحافي تعمّد الاحتلال الصهيوني استهدافهم مباشرة أثناء آداء مهاهم أو في منازلهم رفقة ذويهم.

وكشفت وزارة الصحة عن إحصاء 17 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة بدون ذويهم منذ بدء حرب الإبادة الصهيوني، منهم من استشهد والداه الإثنان أو أحدهما ومنهم من لا يزال والداه تحت الأنقاض أو أن مصيرهما مازال مجهولا نتيجة الحرب المستمرة. 

وأكد المصدر أن الاحتلال نبش أكثر من ألفي قبر وذلك من خلال التجريف والاعتداء على 13 مقبرة في محافظات قطاع غزة، مشيرا إلى أن الاحتلال سرق أكثر من 300 جثة من هذه المقابر. كما قام بإتلاف عشرات الجثامين وسرق أعضاء حيوية منه ثم أرجع بعضها تم دفنها في مقابر جماعية جنوب القطاع.

وأمام هذه الأرقام الرعبة التي كشفت عن جزء بسيط من وحشية هذا المحتل الهمجي، طالبت السلطات الصحية في غزة، كل دول العالم الحر إلى إعادة الحياة في قطاع غزة من خلال إعادة الحياة للقطاع الصحي والإنساني وجميع القطاعات الحيوية من مخابز وآبار المياه ومحطات الصرف الصحي والشرب وإدخال الوقود وتشغيل شبكات الكهرباء والاتصالات.

كما طالبت أيضا هذه الدول ببذل كل الجهود في كل المجالات والقطاعات من أجل إعادة الحياة إلى قطاع غزّة الذي أعلنته الأمم المتحدة، منطقة غير قابلة للعيش في ظل انعدام أدنى مقومات الحياة.

ويأتي نداء الاستغاثة للسلطات الصحية في قطاع غزة، في اليوم 126 من العدوان الصهيوني وحرب الإبادة المتواصلة بلا هوادة، وأمام أعين العالم الذي لا يزال عاجزا عن حمل الاحتلال الصهيوني والضغط عليه بوقف قصفه الجنوني على القطاع.بل إن هذا الاحتلال يحضر لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح الواقعة إلى أقصى الجنوب، غير آبه بالتحذيرات ولا تداعيات مثل هذا العمل الجنوني على هذه المدينة التي تعد الملاذ الأخير لما لا يقل عن مليون و300 ألف نازح يواجهون خطر الموت المحتوم أمام اشتداد القصف الصهيوني من جهة وانعدام المساعدات الإنسانية من جهة أخرى.

ويواصل جيش الاحتلال توغله في بعض المناطق بمحافظتي غزة والشمال، فيما تشهد عملياته البرية بين الفينة والأخرى تقدما في بعض المناطق وانسحابا من أخرى.

واستشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون ليلة الخميس إلى الجمعة، في قصف صاروخي ومدفعي نفذه الاحتلال على مناطق مختلفة من قطاع غزة استهدف منازل المواطنين التي انهارت على رؤوس قاطنيها في أحياء بمدينة غزة تحديدا في الرمال والصبرة والزيتون وتل الهوا والشيخ عجلين بما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة العشرات الآخرين.

كما استشهد عدد من الفلسطينيين من بينهم نساء وأطفال بقصف صاروخي استهدف منزلين لعائلتين في مدينة رفح جنوب القطاع، واستشهد آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في مدينة دير البلح بوسطه.

 

 


 

تحذير أممي من مخاطر عملية عسكرية صهيونية مرتقبة على رفح

حذّرت الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أمس، من أن أي عملية عسكرية اسرائيلية واسعة النطاق في رفح جنوب قطاع غزة، ستعمق من مآسي السكان الذين يتخبطون في واحدة من أسوء الأزمات الإنسانية في القرن الحالي.

وقال رئيس "الاونروا" فيليب لازاريني، إن الوضعية "جد مقلقة" مع "تكثيف للعمليات العسكرية والقصف"، محذّرا من أي "عملية عسكرية واسعة النطاق بين هؤلاء السكان لن تؤدي إلا إلى إضافة طبقة أخرى إلى المأساة التي لا تنتهي".

وتعد رفح الواقعة إلى أقصى جنوب قطاع غزّة الملجأ الأخير لأكثر من مليون و300 ألف نسمة ضاقت بهم كل سبل الحياة تحت القصف الصهيوني المشدد الذي لا يستثني ولا جزء من قطاع غزة ووسط حرمانهم من أدنى مقومات الحياة من ماء وغذاء ودواء وكهرباء.

البرلمان العربي يطالب الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز بموقف قوي

طالب رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبد الرحمن العسومي، الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز بموقف مؤثر وقوي لوقف العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة ونصرة القضية الفلسطينية.

جاء ذلك في لقاء جمع العسومي، برئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية أذربيجان، ورئيسة الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز، صاحبة غافاروفا، خلال الزيارة التي يقوم بها إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، تلبية للدعوة الرسمية للمشاركة كمراقب دولي في متابعة الانتخابات الرئاسية المبكرة في أذربيجان، علاوة عن إجراء مباحثات مع المسؤولين في باكو. وفي هذا السياق أكد العسومي، على "ضرورة أن يكون هناك مواقف مؤثرة وقوية للشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز تجاه المجازر اليومية التي يقوم بها كيان الاحتلال في قطاع غزة".

الكيان الصهيوني ينتهك حقوق أطفال غزّة بشكل لم يشهده التاريخ

أكدت رئيسة لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، آن سكيلتون، أن الكيان الصهيوني ينتهك حقوق الأطفال في قطاع غزة بشكل خطير وعلى مستوى نادر لم يشاهد مثله في التاريخ الحديث. وذكرت سكيلتون، في بيان اللجنة التي قدمته في مؤتمر صحفي لاتفاقية حقوق الطفل حول وضع الأطفال في غزة، أنه "لا يوجد طفل في غزة خال من الخوف والألم والجوع ومنهم محظوظون إذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة" في ظل العدوان الصهيوني. وأشارت إلى أن الأطفال في القطاع فقدوا طفولتهم وأصيبوا بصدمة نفسية وسيعيشون للأبد مع تأثير على صحتهم العقلية".

ولفتت المسؤولة الأممية، إلى أن "التقديرات تشير لدفن أكثر من 7 آلاف شخص تحت الأنقاض بينهم عدد كبير من الأطفال، ما يرفع العدد الإجمالي للضحايا لأكثر من 100 ألف شخص عدا عن الأطفال الذين فقدوا أطرافهم وأهلهم وأصدقاءهم". وأضافت "يفقد أكثر من 10 أطفال في المتوسط إحدى ساقيهم أو كلتيهما يوميا في غزة" منذ بداية العدوان الصهيوني، وفق منظمة إنقاذ الطفولة، داعية إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي الكبيرين للأطفال والأسر للتخفيف من آثار العدوان "المؤلم وطويل الأمد".