في خرجة مفاجئة أخلطت حسابات الإدارة الأمريكية

تجارب صاروخية كورية شمالية

تجارب صاروخية كورية شمالية
  • القراءات: 681
م. مرشدي م. مرشدي

قلل الرئيس الامريكي، دونالد ترامب أمس من خطر التجارب الصاروخية التي أقدمت عليها كوريا الشمالية فجر أمس على مسار المفاوضات بينه وبين الرئيس الكوري الشمالي.

وقال الرئيس ترامب إن ”الرئيس كيم جونغ وان، لا يريد التنصل من تعهداته التي قطعها على نفسه من اجل تهيئة الظروف لمفاوضات جادة بينهما” بهدف تجريد شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.

وقال الرئيس الامريكي في أول رد له على سلسلة التجارب الصاروخية التي أقدمت عليها بيونغ يونغ أمس،  أن ”كل شيء أصبح ممكنا في هذا العالم، ولكنني اعتقد أن الرئيس كيم جونغ وان، يدرك تمام الإدراك أهمية القدرات الاقتصادية الضخمة لبلاده وانه لا يريد رهنها”. وأضاف ”انه يدرك أيضا إنني إلى جانبه وانه لا يريد نقض العهد الذي قطعه على نفسه بالتوصل الى اتفاق نهائي” بخصوص الترسانة النووية لبلاده وطريقة التخلص منها، في إشارة إلى المفاوضات الثنائية بينهما والتي انتهت في الفترة الأخيرة إلى طريق مسدود.

وجاء رد فعل الرئيس الامريكي مباشرة بعد إقدام الجيش الكوري الشمالي على إطلاق عدة صواريخ متوسطة المدى انطلاقا من جزيرة هودو على سواحل مقاطعة وانصان باتجاه بحر اليابان.

وقال مصدر عسكري في كوريا الجنوبية التي التقطت عمليات الإطلاق أن الصواريخ بلغ مداها ما بين 70 و200 كلم، في وقت أكدت فيه سارة ساندرس، الناطقة باسم البيت الأبيض الامريكي أن بلادها كانت على علم بما قامت به كوريا الشمالية فجر أمس، وأنها تتابع الموقف عن كثب”.

وهو نفس الموقف الذي أشارت إليه الرئاسة الكورية الجنوبية التي أكدت أنها بصدد متابعة الوضع، وأنها تعمل على تنسيق الموقف وتبادل المعلومات مع الإدارة الأمريكية.

وانتقدت السلطات الكورية الجنوبية إقدام نظيرتها الشمالية على تنفيذ مثل هذه التجارب كونها تتعارض مع اتفاق عسكري تم توقيعه العام الماضي بين الكوريتين مما جعلها تعرب عن قلقها المتزايد بخصوص هذه التطورات. وطالبت سيول، بيونغ يونغ بالانخراط بشكل أكثر جدية في الجهود الرامية الى استئناف الحوار بينهما بهدف التوصل الى اتفاق سلام نهائي بينهما.

يذكر أن هذه التجارب جاءت أسبوعا بعد تهديدات وجهتها بيونغ يونغ باتجاه الادارة الأمريكية بنتائج غير محبذة في حال لم تعد النظر في مواقفها تجاهها قبل حلول نهاية العام الجاري.

وجاءت هذه التطورات في وقت تعثرت فيه المفاوضات المباشرة بين الرئيسين دونالد ترامب وكيم جونغ وان بخصوص البرنامج النووي الكوري الشمالي بسبب تباين مواقفهما حول الآلية الكفيلة بطي صفحة الخلافات بينهما وفتح أخرى تمهيدا لتعاون مثمر بين الجانبين.

ففي الوقت الذي تصر فيه الإدارة الأمريكية على تجريد فوري لشبه الجزيرة الكورية من كل مظاهر التسلح النووي وقبول بيونغ يونغ بتدمير ترسانتها النووية، رفضت السلطات الكورية مثل هذه المقاربة وأكدت على التزام أمريكي مسبق بتقديم مساعدات اقتصادية ضخمة لها قبل الحديث عن تدمير برنامجها النووي.

وهي المعضلة التي استحال التوصل الى أرضية توافقية بشأنها وجعل قمة العاصمة الفيتنامية بين الرئيسين كيم جونغ وان ودونالد ترامب نهاية شهر فيفري الماضي، تنتهي الى فشل مكرر تماما كما انتهت إليه قمة العاصمة السنغافورية شهر جوان من العام الماضي.

وقالت شو سون هوي، مساعدة وزير الخارجية الكوري الشمالي، إن ”إصرارنا بخصوص مسألة نزع الأسلحة النووية لم يتغير وسنقوم بذلك متى حان الوقت لفعله”. ولكن ذلك كما أضافت لن يكون إلا إذا أعادت الولايات المتحدة النظر في حساباتها الحالية.

وأضافت بلغة حملت الكثير من رسائل الوعيد أن الولايات المتحدة إن هي لم تعد النظر في مواقفها قبل التاريخ المحدد الذي اقترحناه فإنهم سيصلون الى نتائج غير مرحب بها.