تقرير مصير الشعب الصحراوي

تباين في مواقف أعضاء مجلس الأمن حول اللائحة 2468

تباين في مواقف أعضاء مجلس الأمن حول اللائحة 2468
  • القراءات: 1006
م. م م. م

تأسف سيدي عمر، السفير الصحراوي في الأمم المتحدة، لتضييع مجلس الأمن الدولي فرصة سانحة لتكريس مسار سلام حقيقي لإنهاء النزاع في الصحراء الغربية، منتقدا في ذلك موقف المغرب الرافض لكل فكرة للانخراط في مسار مفاوضات جادة وذات مصداقية”.

صوت 13 عضوا في مجلس الأمن الدولي ليلة الثلاثاء الى الاربعاء، لصالح مشروع اللائحة التي تقدمت بها الولايات المتحدة لتمديد عهدة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية ”مينورسو” لمدة ستة أشهر إضافية، بينما امتنعت دولة جنوب إفريقيا وروسيا عن التصويت.

وأبدى السفير الجنوب ـ إفريقي تحفظات بلاده تجاه مضمون اللائحة 2468 حول الصحراء الغربية قررت على إثرها الامتناع عن التصويت، رفقة روسيا بسبب ما وصفه بانحياز المقاربة الأمريكية الى جانب الطروحات الاستعمارية المغربية على حساب مواقف جبهة البوليزاريو.

وقال جيري ماتيو ماتجيلا، السفير الجنوب إفريقي، إن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية ”مينورسو” إنما استحدثت من اجل تسهيل عملية تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، وتمكين شعبها من تقرير مصيره إلا أن النص المصادق عليه لم يكن متوازنا ولا يعكس الجهود المبذولة من طرفي النزاع وانحيازه بشكل مفضوح الى جانب المغرب. وانتقد الدبلوماسي الجنوب ـ إفريقي ما وصفها بالعبارات الغامضة وغير الواضحة التي صيغت بها اللائحة، منتقدا الولايات المتحدة التي قال إنها ”سعت الى فرض تسوية سياسية نهائية في آخر مستعمرة في إفريقيا والتي بقي مصيرها غامضا”. وقال دبلوماسيون إن جنوب إفريقيا حاولت خلال المناقشات الضغط من اجل اعتماد لغة صريحة للدفع الى حل نهائي لهذا النزاع، ولكن الوفد الامريكي لم يسمح بذلك مما جعلها تعبّر عن ”انشغالها” لاستعمال عبارات ”الواقعية” و”التوافقات” في اللائحة، رغم أن مبدأ تقرير مصير شعب الصحراء الغربية راسخ في كل لوائح الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي.

وهو الموقف الذي أبدته روسيا التي نددت هي الأخرى بما وصفته بإعادة صياغة محددات معروفة، بهدف توجيه مسار المفاوضات الى تسوية نهائية، وقال السفير الروسي إنه ”من غير المنطقي إثارة جدل مصطنع بخصوص تجديد عهدة بعثة ”مينورسو” أو تحديد الاتجاه الذي يجب إعطاؤه للمسار السياسي الذي شرعت فيه الأمم المتحدة، بما يؤثر سلبا على مسعى مجلس الأمن الذي من المفروض أن يكون حياديا بخصوص هذه القضية.

وأكد السفير الروسي خلال النقاشات حول تمديد عهدة ”مينورسو” أن ”مبدأ حق  الشعب الصحراوي في تقرير مصيره لم يتم التطرق إليه بالقدر الكافي”، مقترحا إضافة مرجع ثالث لإبراز ”الحل الذي يقبله طرفا النزاع والذي يفضي الى تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.

وفشلت فرنسا من جهتها في تغيير الموقف الامريكي الداعي الى تحديد عهدة للبعثة الأممية لا تتعدى ستة أشهر. وقالت آن غيغن، مساعدة السفير الفرنسي في الهيئة الأممية إن اعتماد مدة عام المعمول بها قبل أفريل من العام الماضي، يجب أن تبقى المدة المحددة لعمل بعثات الأمم المتحدة، وأن مدة ستة أشهر يجب أن تبقى الاستثناء وهو ما جعلها تلح على ضرورة العودة الى مدة عام في اجتماع مجلس الأمن شهر أكتوبر القادم.


الجزائر تعرب عن ارتياحها للديناميكية الجديدة

أعربت الجزائر عن ارتياحها لقيام العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، بتجسيد الديناميكية الجديدة التي أرادها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لمسار تقرير المصير للشعب الصحراوي الرئيس هورست كوهلر.

وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية أمس، أن ”مجلس الأمن جدد لمدة محددة بستة أشهر عهدة بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية ”مينورسو”، موجها بالمناسبة نداء ملحا لطرفي النزاع المغرب والصحراء الغربية من أجل الشروع في مفاوضات حقيقية دون شروط مسبقة، وعن حسن النية بغية التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الطرفين من شأنه أن يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي”.

وبهذه المناسبة فإن الجزائر ”تعرب عن ارتياحها لاقتراح عدة أعضاء خاصة جمهورية جنوب إفريقيا وفيدرالية روسيا لأفكار بناءة من أجل تجسيد الديناميكية الجديدة التي أرادها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي هورست كوهلر”. وأكدت وزارة الشؤون الخارجية في بيانها أن ”الجزائر باعتبارها بلدا جارا ستستمر بكل مسؤولية وأمل في تقديم دعمها للمسار الذي يباشره السيد هورست كوهلر”. وخلص البيان إلى أنها ”تجدد تشجيعها لطرفي النزاع الذي طال أمده لمباشرة مفاوضات جادة من أجل تسوية عادلة ونهائية تفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي مثلما تدعو إليه اللائحة 2468 (2019)، وتحرر كل الطاقات المبدعة من أجل بناء الصرح المغاربي الكبير الذي لطالما تتطلع إليه كافة شعوب المنطقة”.

وا