في اليوم الأخير من أشغال ندوة "ايكوكو" في برلين

تأكيد على حق الشعب الصحراوي في مواصلة الكفاح المسلح

تأكيد على حق الشعب الصحراوي في مواصلة الكفاح المسلح
  • القراءات: 753
ق. د ق. د

اختتمت أشغال الندوة 46 للتنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي،"ايكوكو" تحت شعار "تقرير المصير من أجل الاستقلال"، بالعاصمة الألمانية، برلين، بتأكيد المشاركين على حق الشعب الصحراوي باستخدام كل الوسائل المشروعة بما فيها مواصلة الكفاح المسلح، لافتكاك حقه المغتصب في تقرير المصير.

وأكد الوزير الأول الصحراوي، بشرايا حمودي بيون، بالمناسبة على حق شعب بلده المحتل في مواصلة الكفاح المسلح باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية، مشددا على خيار الكفاح المسلح في نفس الوقت الذي حذر فيه، من أن الوضع في الصحراء الغربية وموقف بعض الدول المؤثرة، لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر في المنطقة.

وندد بشرايا حمودي بيون، بمناورات المحتل المغربي المتكررة وحلفاؤه لإجهاض كل حل من شأنه تطبيق الشرعية الدولية.

وقال إن "كل جهود المجتمع الدولي الهادفة إلى إيجاد حل سلمي وعادل لم تلق آذانا صاغية وأن سلوك دول معينة مثل فرنسا وإسبانيا، شكل أساسا لعدم الامتثال للقانون الدولي".

وأشار  بخصوص موقف الحكومة الإسبانية، إلى "أن الدولة المسؤولة قانونيا" لم تدخر جهدا في دعم الاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية متجاهلة تصريحات النواب في البرلمان الإسباني والقانون الدولي والتضامن الواسع مع الشعب الصحراوي، مما جعله يؤكد أن تمسك الشعب الصحراوي بالسلام لن يمنعه من استخدام جميع الوسائل المشروعة لاستكمال عملية التحرير الوطني.

واستنكر رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيد العياشي، في مداخلة، صمت المجتمع الدولي أمام استمرار القمع والانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة.

وتأسف العياشي أنه وبعد 47 سنة لا يزال المغرب يحتل إقليم الصحراء الغربية بصفة غير قانونية، مدة استغلها لقمع الصحراويين في عقر دارهم"، مؤكدا بأن "المغرب يشن اليوم حربا فظيعة ضد السكان الأصليين، لإقليم الصحراء الغربية".

وأشار في السياق إلى أن "الأمم المتحدة طلبت من جبهة البوليزاريو وقف الكفاح المسلح بعد أن كانت لها الغلبة دون منازع في الميدان وقبل الصحراويون ذلك مقابل التزام الأمم المتحدة بتنظيم استفتاء حول تقرير المصير الذي يعد في كل الأحوال حقا للصحراويين يكفله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بتصفية الاستعمار".

وهو ما جعل العياشي، يطالب الأمم المتحدة، بتطبيق "في أقرب الآجال الالتزامات التي قطعتها للصحراويين في سبتمبر 1991"، متسائلا "إلى متى سينتظر الصحراويون تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي يعد أساسا من حقهم؟" و"إلى متى سنبقى مكتوفي الأيدي أمام انتهاكات حقوق الإنسان اليومية والوحشية المرتكبة في الأراضي المحتلة من قبل المغرب الذي يتصرف في ظل اللاعقاب التام؟".

وبصفته ضيف شرف ندوة "الإيكوكو"، أكد الزعيم الثوري التحرري ورئيس تيمور الشرقية السابق، شانانا غوسماو، في مداخلته أن "إنهاء العملية بسلام في آخر مستعمرة إفريقية هو اختبار للبشرية جمعاء، ولكن الأهم من ذلك كله هو اختبار لأولئك الذين كانوا ذات يوم مستعمرين ليثبتوا أنه لا يزال هناك وقت لتصحيح الأخطاء في الصحراء الغربية".

وفي لقطة تأثر وصفق لها الجميع، انحنى رئيس تيمور الشرقية السابق لرمز المقاومة والانتفاضة والصمود، سلطانة خيا، احتراما وتقديرا لنضالها السلمي.

استمرار النزاع مصدر انشغال بالغ لمواطني العالم

من جهته، أكد المناضل من أجل حقوق الإنسان، محرز  العماري، في رسالة وجهها إلى المشاركين في ندوة "إيكوكو"، أن استمرار النزاع بين المغرب والصحراء الغربية يعد "مصدر انشغال بالغ بالنسبة للمواطنين والمجتمعات المدنية عبر العالم".

وأوضح العماري، الذي تعذر عليه حضور أشغال الندوة لأسباب صحية، أن النزاع القائم بين المغرب والصحراء الغربية يعد مصدر انشغال بالغ  بالنسبة للمواطنين والمجتمعات المدنية عبر العالم، لأنه لم يتبق في إفريقيا سوى إقليم الصحراء الغربية الذي لا يتمتع شعبه بالحرية والاستقلال ومازالت تطبق عليه الإجراءات الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار".

وأضاف أن "هذا الصراع الذي طال أمده لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا على السلام والاستقرار والأمن في المنطقة أمام انكار الحقوق الذي يقع ضحيته الشعب الصحراوي".

وهو ما جعله يطالب بتحرك، الاتحادين الأوروبي والإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والممثل الشخصي للأمين العام الاممي في الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، بحزم وبمسؤولية لوضع حد لتعنت الاحتلال المغربي".

وأشار العماري إلى أن المغرب "الذي يعمل على إبقاء الوضع الاستعماري الراهن... ويستمر في اقتراح خطته الخاصة بالحكم الذاتي ويريد فرضها، وهو حل خطير... يخاطر بزيادة التوتر وخلق وضع لا يطاق من شأنه تهديد استقرار المنطقة وتقويض فرص تسوية عادلة ونهائية للنزاع".