رفضت مناورات عسكرية كورية جنوبية ـ أمريكية

بيونغ يونغ تهدد بتكثيف التجارب الصاروخية الباليستية

بيونغ يونغ تهدد بتكثيف التجارب الصاروخية الباليستية
  • القراءات: 559
❊ م. م ❊ م. م

هددت السلطات الكورية الشمالية أمس، بتصعيد الموقف في شبه الجزيرة الكورية من خلال تنفيذ تجارب صاروخية جديدة، في رد رافض لمناورات شرعت فيها قوات كورية جنوبية وأخرى أمريكية والتي اعتبرتها بمثابة تهديد مباشر لأمنها القومي.

وقامت بيونغ يونغ بتجربة صاروخية جديدة أمس، هي الرابعة من نوعها خلال العشرة أيام الأخيرة، وأكدت أنها ستواصل هذه التجارب تعبيرا عن رفضها لهذه المناورات التي وصفتها بالخرق المفضوح لجهود السلام في المنطقة، وتعكس انعدام الإرادة السياسية لدى الإدارة الأمريكية.

وأطلقت كوريا الشمالية صاروخين قصيري المدى انطلاقا من مقاطعة غوانغ ـ هي في جنوب البلاد باتجاه الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية على مسافة 450 كلم، حيث سقط في منطقة بحر اليابان، وهي نفس مواصفات الصواريخ الأربعة التي سبق أن جربتها خلال الأيام الإثنى عشرة الأخيرة والتي أرادت من خلالها توجيه رسائل قوية باتجاه الولايات المتحدة بعدم تنظيم مناوراتها مع كوريا الجنوبية.

وجاء قرار السلطات الكورية الشمالية ردا على مناورات شرعت فيها قوات كورية جنوبية ـ أمريكية الغاية منها الوقوف على مدى قدرة القوات الكورية في التحكم على وضع عسكري في حال نشوب نزاع مسلح في المنطقة.

وقال مسؤول في الخارجية الكورية الشمالية، إن هذه المناورات تعد خرقا مفضوحا لعدة اتفاقيات وخاصة وأنها مناورات هدفها عدواني على اعتبار أنها تتوهم هجومات مفاجئة من جمهورية كوريا الشمالية، وهو ما يحتم علينا تطوير وتجريب ونشر أسلحة قوية لتأمين أمننا القومي.

ويتأكد من خلال هذا لتصريح أن درجة التذمر بلغت ذروتها لدى السلطات الكورية الشمالية مما جعلها تلجأ لأول مرة منذ بدء المناورات العسكرية الكورية الجنوبية ـ الأمريكية منذ عدة سنوات، الى القيام بعمليات إطلاق صاروخية ضمن رسائل قوية لتأكيد موقفها الرافض لمثل هذه التمارين التي وصفتها بـ« الاستفزازية".

بقناعة أن لا شيء يستدعي تنظيمها وخاصة بعد الانفراج الذي عرفته علاقاتها مع الولايات المتحدة أو مع جارتها لجنوبية بعد القمم التي عقدها الرئيسان الكوري الشمالي، كيم جونغ وان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، منذ أول قمة بينهما بمدينة سنغافورة شهر جوان 2018.

كما أن السرعة التي أعلنت بها السلطات الكورية الشمالية عن تنفيذ تجاربها تنم عن درجة غيض تجاه الإدارة الأمريكية التي بدت وكأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق سلام معها بقدر ما تبحث عن فرض هيمنتها العسكرية على كل منطقة جنوب ـ شرق آسيا، تنفيذا للعقيدة العسكرية الأمريكية الجديدة التي راح وزير الدفاع الامريكي الجديد مارك إيسبر، يروج لها في مختلف البلدان الأسيوية، بدعوى مواجهة التهديدات العسكرية الصينية على حلفائها في هذه المنطقة الهامة في حسابات نظرية الأمن القومي الأمريكي.

ورغم الرسائل المشفرة الكورية الشمالية إلا أن الولايات المتحدة فضّلت التزام الصمت وجعلت كاتب الدفاع الامريكي، يؤكد أن بلاده لا تريد إقفال باب الدبلوماسية في وجه مساعيها لتحسين علاقاتها مع بيونغ يونغ. ولم يشأ إيسبر، الموجود في جولة آسيوية قول أكثر من ذلك  بخصوص هذه التجارب واكتفى بالإشارة إلى أنها صواريخ قصير المدى. وكان الرئيس الأمريكي هوّن من أهمية التجارب الصاروخية الكورية الشمالية ورفض الإدلاء بأي تصريح قد يصب الزيت على نار الغضب لدى السلطات الكورية الشمالية.

ومهما تكن نوايا كل طرف من هذه المناورات أو التجارب الصاروخية، فالمؤكد أنها ستؤجل كل فرصة لعقد قمة جديدة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية التي شكلت أولاها شهر جوان من العام الماضي، بداية انفراج ظاهري في علاقات البلدين ما لبثت أن عادت المواقف إلى سابق عهدها رغم قمة العاصمة الفيتنامية  شهر فيفري الماضي، ثم اللقاء التاريخي بين رئيسي البلدين في المنطقة المنزوعة السلاح على حدود الكوريتين شهر جوان الأخير، والذي كشف عن خلافات عميقة بين مقاربتي الرئيسين كيم جونغ وان ودونالد ترامب، بخصوص الكيفية الأنجع لطي صفحة الصراع التاريخي بين بلديهما، وفتح أخرى لتعايش جديد تؤكد كل المؤشرات أن وقتها لم يحن بعد.