بعد يوم من سريان العقوبات الدولية ضدها

بيونغ يونغ تتحدى وترفض وقف برنامجها النووي

بيونغ يونغ تتحدى وترفض وقف برنامجها النووي
  • القراءات: 865
م. مرشدي م. مرشدي

أكدت السلطات الكورية الشمالية أن العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي عليها، بداية الأسبوع، لن تثنيها عن تطوير برنامجها النووي بل وتحدت الجميع بأنها لن تقبل التفاوض تحت تهديدات الولايات المتحدة. 

 

ولم تنتظر بيونغ يونغ طويلا بعد إصدار مجلس الأمن الدولي اللائحة 2371 لتعلن تحديها للهيئة الأممية رغم أن العقوبات المفروضة عليها ستحرمها من أكثر من مليار دولار تمثل ثلث عائداتها من العملة الصعبة.

وأكدت الحكومة الكورية أن «العقوبات تشكل انتهاكا لسيادتنا ولن نضع برنامجنا النووي على طاولة المفاوضات مادام الشمال مهدد من طرف الولايات المتحدة». وأضافت «أننا لن نتراجع خطوة واحدة بخصوص قوتنا النووية».

ولم تخرج لغة البيان الكوري الشمالي عن تلك التي سبق وان استعملتها في قبضتها الحديدية مع واشنطن وشقيقتها ـ العدوة، كوريا الجنوبية ولكن ذلك لا يمنع من التساؤل حول قدرتها في مقارعة تحالف إقليمي ودولي ما انفك يتوحد في مواقفه ضدها.

وشكل موقف الصين أكبر حليف لها في مواجهتها مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ أن أدرجت ضمن قائمة الشر رفقة إيران وعراق صدام حسين، الحدث بعد أن أكدت بكين أنها ستلتزم بتنفيذ العقوبات تماما كما طالبت بذلك الولايات المتحدة التي أصرت على التزام كل الدول بتطبيقها.

وكان التوجه الصيني الجديد متوقعا إذا أخذنا بمضمون تصريحات وزير الخارجية الصيني وانغ يي بعد لقائه بنظيره الكوري الشمالي، ري يونغ ـ هو، الذي حث بيونغ يونغ على اتخاذ قرار «ذكي» بعد سلسلة العقوبات الجديدة المفروضة عليها وهو تصريح حمل الكثير من الرسائل المشفرة أهمها أن الصين لن يصمد طويلا في وجه الضغط الدولي الممارس ضدها حتى تغير موقفها تجاه آخر الأنظمة الشيوعية في العالم.

وقال وانغ على هامش أشغال منتدى دول جنوب شرق آسيا أن بلاده ستطبق اللائحة الأممية الجديدة ضد كوريا الشمالية 100 بالمئة، كاملة وبالصرامة اللازمة.

وحتى وإن أكدت السلطات الصينية أن العقوبات لن تكون كافية لتسوية هذه المعضلة وطالبت بالحوار والمفاوضات كوسيلة مثلى لإنهاء الأزمة التي تعرفها شبه الجزيرة الكورية إلا أن ذلك لا ينفي القول أن الصين بدأت تعيد النظر في مواقف التأييد المطلق للنظام الكوري الشمالي وشكلت في كل مرة طوق نجاة له من العقوبات الدولية ضده.

ولكن المقاربة الصينية لم تلق التأييد الامريكي على الأقل في الوقت الراهن، عندما سارع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تليرسون، إلى التأكيد أن الحوار مع بيونغ يونغ لن يكون آنيا وقال أن العقوبات الجديدة أكدت أن العالم فقد صبره أمام النزعة النووية الكورية ـ الشمالية.

وأضاف أن واشنطن لن تفكر في استئناف المفاوضات السداسية التي دعت الصين بالعودة الى طاولتها، إلا إذا قبلت بيونغ يونغ بوقف برنامجها النووي.

وهو جوهر المعضلة ومفتاحها في آن واحد ولكن كيف الوصول الى تلبية مصالح أطراف هذه الأزمة على اعتبار أن ذلك يبقى السبيل لتسوية أزمة معقدة بنفس تعقيدات الأبحاث النووية وامتلاك أسلحتها.