ضمن خطة الكشف بـ ”التقطير” عن مضمون ”صفقة القرن”

بومبيو يرهن حق العودة ومستقبل القدس والأراضي المحتلّة

بومبيو يرهن حق العودة ومستقبل القدس والأراضي المحتلّة
كاتب الخارجية الأمريكي مايك بومبيو
  • القراءات: 522
م مرشدي م مرشدي

أكد كاتب الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، أن خطة السلام التي تسعى بلاده فرضها على الفلسطينيين ضمن ما اصطلح عليه بـ«صفقة القرن ستقطع كل صلة مع أساليب التعامل السابقة والإجماع الحاصل بخصوص القضايا الجوهرية في هذا الصراع وخاصة القدس واللاجئين والمستوطنات. 

وبرر بومبيو، انقلاب بلاده على هذه القضايا التي أصدرت الأمم المتحدة لوائح وقرارات واضحة بشأنها، بدعوى أن كل المبادرات والمحاولات التي هدفت إلى إنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي انتهت جميعها إلى فشل ذريع.وقال في جلسة استماع أمام نواب الكونغرس، إن لإدارة بلاده أفكارا جديدة ومغايرة تماما لتلك التي تم التعاطي وفقها مع الوضع في الشرق الأوسط، رافضا في نفس السياق الكشف عن موعد الإعلان عن مضمون هذه الأفكار وخطة السلام التي تضمنتها رغم مرور عامين كاملين منذ البدء في إعدادها في سرية تامة.

وكان جاريد كوشنير، المستشار السياسي للرئيس الأمريكي وصهره في آن واحد، أكد قبل أسابيع أن الإعلان عن مضمون صفقة القرن سيكون مباشرة بعد إجراء الدور الثاني من الانتخابات العامة في إسرائيل في التاسع من الشهر القادم. والمؤكد أن الخطة التي رفض بومبيو، الكشف عن فحواها ستحمل دون أي شك بصمات كوشنير، ذي الأصول اليهودية والمعروف عنه نزعته الصهيونية وانسياقه المعلن وراء السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وبالتالي فإن أفكاره الجديدة ستكون كارثية ووبالا على العرب جميعهم وليس على الفلسطينيين أو السوريين لوحدهم.

ولم يخف بومبيو، عندما سئل من طرف النواب الأمريكيين ما إذا كانت خطة السلام الجديدة تبنّت نفس المعايير التي اعتمدتها مختلف مبادرات السلام الأمريكية السابقة، وخاصة ما تعلق بمسائل جوهرية كالحدود والاعتراف المتبادل ومبدأ قيام الدولتين ومستقبل القدس الشريف والمستوطنات واللاجئين الفلسطينيين، قال مسؤول الخارجية الأمريكي، إن مبادرة الرئيس ترامب لم تأخذ بكل هذه القضايا الحساسة بقناعة أن هذه المعايير تجاوزها الزمن، وأنها السبب الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن وهو حالة لا حل. ولكن بومبيو، لم تكن له الشجاعة والقول إن أسباب الفشل في إنهاء الصراع رغم مرور أكثر من سبعين عاما إنما ترجع إلى عجز الإدارات الأمريكية المتعاقبة في الخروج من تحت سلطة وضغوط اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، الذي حرص على المحافظة على المصالح الكيان المحتل وهو ما أعاق تجسيد كل عمليات السلام في المنطقة العربية.

وحتى وإن لم يكشف رئيس الدبلوماسية الأمريكي، عن هذه الخطة فإن اعتراف إدارته بالقدس عاصمة للاحتلال وبهضبة الجولان أرضا إسرائيلية يغنينا البحث عن تفاصيلها مادامت قد رهنت الحقوق الأساسية في انتظار رفض حق اللاجئين في العودة وتكريس الاستيطان في الضفة الغربية والتي حاول بومبيو، إلغاء صفة الاحتلال عنها في نفس الوقت الذي أكد فيه إعادة النظر في مصطلح اللاجئين وتقليص أعدادهم بكيفية تحرم ملايين الفلسطينيين من العودة إلى أرضهم التي اقتلعوا منها بقوة الحديد والنّار.