أكد أن تعدد الأجندات الأجنبية في ليبيا سبب تعطّل استتباب الأمن

بوقرة يدعو إلى إقحام من يحملون السلاح في مسار المصالحة

بوقرة يدعو إلى إقحام من يحملون السلاح في مسار المصالحة
  • القراءات: 779
(وأج) (وأج)

  أرجع السفير الجزائري بالولايات المتحدة الأمريكية مجيد بوقرة، يوم الثلاثاء، بواشنطن، تعطل استتباب الأمن والسّلم في ليبيا إلى الأجندات خارجية المتعددة. وخلال نقاش بواشنطن أوضح السيد بوقرة، في رده عن سؤال حول مقاربة الجزائر في حل الأزمة الليبية، أن جهود السلام في ليبيا تواجه عراقيل بسبب تدخل العديد من الفاعلين الخارجيين الذين يحملون أجندات بخصوص هذا البلد.

وأشار السفير خلال النقاش الذي نظمته مجموعة التفكير ”ذي ناشيونل إنتيريست” أن ”الجزائر لا تملك أجندة في ليبيا وأجندتها تتجلى في ترقية الحل  الليبي ـ الليبي دون تدخل أجنبي”.

وأضاف أن ”الجزائر بصفتها بلدا جارا تدعم تماما خارطة الطريق الأممية المتعلقة بتسوية سياسية بين كل الأطراف الليبية دون أي تدخل أجنبي”، مشيرا إلى أن الجزائر تتعامل ”على قدم مساواة” مع كل الفاعلين في ليبيا مع البقاء على ”اتصال دائم بهم”، ويرى السيد بوقرة، أن المجتمع الدولي يحتاج إلى العمل مع جميع الفاعلين  الليبيين على أن يشمل مسار المصالحة أيضا ”من يمتلكون السلاح”، واستطرد قائلا ”لا يمكن العمل فقط مع السياسيين”.

كما شدد في ذات السياق أنه من أجل إنجاح هذا المسعى ”يجب أن يوحد الفاعلون الأجانب أجنداتهم المتناقضة في ليبيا”.

وتحدث السفير الجزائري مطولا حول المسائل الجهوية، مؤكدا أن ”الجزائر تبقى ملتزمة بالسّلم في ليبيا ومالي والصحراء الغربية، وجهود مكافحة الإرهاب مع بلدان الجوار في الشرق والغرب وكذا مع الشركاء الدوليين”.

وصرح إن ”جودة وفعالية  التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب، تبعث على الارتياح بالنسبة لكلا البلدين”.

وذكر في هذا الصدد ”إن الولايات المتحدة وشركاء آخرين يعتبرون أن الجزائر مثلما قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، تتيح الأفق الوحيد لهذا الكفاح وهذا بفضل تجربتنا في مكافحة هذه الآفة التي سار على نهجها العديد من الدول”.

الجزائر تواجه تهديدات أمنية بفعل عودة المقاتلين الأجانب

وأشار الدبلوماسي أمام جمع من الدبلوماسيين الأجانب والصحفيين الحاضرين في هذا اللقاء، أنه على غرار الدول الأخرى من المغرب العربي والساحل، تواجه الجزائر تهديدات أمنية تتفاقم بفعل استفحال الجماعات الإرهابية بالمنطقة وعودة المقاتلين الأجانب. 

وتضاف إلى هاته التحديات تلك المرتبطة بتمويل الإرهاب والحاجة الماسة إلى القضاء على الراديكالية وتنامي معاداة الإسلام  في الغرب الذي هو محل استغلال  من طرف المجموعات المتطرفة لأجل تبرير أعمالها الإرهابية. 

وأصر السفير على التذكير بأن رد الجزائر على آفة الإرهاب خلال ”العشرية  السوداء” لم يقتصر على الجانب الأمني، بل أدمجت بصفة تدريجية مجموعة سياسات أثبتت نجاعتها بجلبها للسّلم والاستقرار والأمن للبلد.

وهذه المجموعة من التدابير تقوم على الفكرة القاضية بأن الخيار الأمني يظل ـ رغم كونه أساسيا ـ غير كافي لوحده على حد تعبير السفير.

كما كان النقاش الذي تبع بسلسلة من الأسئلة ـ الأجوبة، فرصة للتطرق إلى علاقات الجزائر بالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وكذا بفرنسا. 

وفي رده على سؤال حول آفاق العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية، وصفها السفير بالمهمة في كل الجوانب رغم كونها ”صعبة و حساسة” بسبب الماضي الاستعماري الثقيل.

واسترسل بالقول ”تلقينا الكثير من خيبات الأمل مع الفرنسيين، وإذا تسألونهم عن الأمر سيقولون لكم أيضا أنهم تلقوا الكثير من خيبات الأمل مع الجزائريين، لكن أعتقد أن  سلطات البلدين تدركان أهمية هاته العلاقات بالنسبة للعاصمتين الجزائر وباريس”. 

كما أكد السفير يقول ”ما نقوله إلى شركائنا الفرنسيين: ينبغي علينا أن ندرك بأننا ناضجون وبأنه ينبغي أن تتم معالجة العلاقات الثنائية بين دول ناضجة”. 

ولدى تطرقه إلى منطقة الساحل أوضح السفير، أن الحضور العسكري الأجنبي لم يأت  بالنتائج المرجوة، مشددا أن دول المنطقة بحاجة إلى الأخذ بزمام أمورها في مجال  مكافحة الإرهاب، وهذا من أجل النجاح في مواجهة التطرّف العنيف.    

وبالنسبة للعلاقات مع روسيا أوضح السيد مجيد بوقرة، أنها تقوم في الشق الاقتصادي على التنسيق في مجال إنتاج الطاقة بشكل خاص ضمن تحالف الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك.   

وفيما يتعلق بالعلاقات العسكرية باشرت الجزائر التي تعد زبونا هاما في اقتناء السلاح الروسي خلال السنوات الأخيرة، سياسة تنويع ممونيها وحصلت على تجهيزات عسكرية من دول عديدة كالولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والمملكة  المتحدة. 

لكنه أكد في المقابل أن روسيا والصين كانتا الوحيدتين اللتين قبلتا ببيع الأسلحة للجزائر في الوقت الذي كانت تخوض فيه لوحدها كفاحًا ضد الإرهاب خلال العشرية السوداء.   

وأشار أيضا أنه وفقط بعد اعتداءات 2001، أدركت الدول الغربية التي رفضت فيما سبق تسليح الجزائر مدى انتشار هذه الآفة التي تهدد السّلم والأمن الدوليين.