وصول أولى شحنات الوقود إلى اليمن

بوادر انفراج إنساني للأزمة السياسية

بوادر انفراج إنساني للأزمة السياسية
  • القراءات: 527
القسم الدولي القسم الدولي
بكثير من الترقب بدا اليمنيون ينتظرون وصول أولى المساعدات الإنسانية التي وعدت بها منظمات الإغاثة الدولية، وخاصة تلك التابعة للأمم المتحدة، من أجل إنقاذ حياة مئات الآلاف من بينهم الذين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة حرب مدمرة منذ نهاية شهر مارس الماضي. 
وزاد أملهم في انتهاء الغبن الذي يعيشونه منذ قرابة الشهرين بعد أن وصلت أول شحنة وقود على متن باخرة أممية إلى ميناء الحديدة في غرب البلاد، بعد أن شحت هذه المادة الاستراتيجية إلى الحد الذي تعطلت فيه كل مظاهر الحياة في بلد يعيش على ما يستورده من الخارج.
وأكدت مصادر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي أشرف على هذه العملية وصول 300 ألف لتر من الوقود في أول شحنة، على أن تصل شحنات أخرى خلال الأيام القادمة ضمن عملية واسعة للتخفيف قدر المستطاع من حدة معاناة السكان بعد أن توقفت سلسلة التوزيع لمختلف المواد الأساسية والطبية  بسبب نفاد المخزون الاستراتيجي لمادة الوقود.
وأكد برنامج الغذاء العالمي، أن وصول بواخر أخرى خلال الأيام القادمة سيساهم بشكل كبير في التخفيف من هذه الأزمة الإنسانية التي زادتها الحرب الأهلية في هذا البلد تأزما أكبر.
ويأمل برنامج الغذاء العالمي بمجرد سريان الهدنة التي أعلنت عنها العربية السعودية، بموافقة أمريكية وتأييد حركة أنصار الله الحوثية، أن يتم توزيع كميات الوقود في كل المناطق المتضررة من الحرب الدائرة رحاها بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، ومقاتلي الحوثيين الذين سيطروا على كثير من محافظات البلاد وزادتها غارات طيران التحالف العربي كارثية أكبر.
وينتظر أن يدخل سريان الهدنة التي دعت إليها العربية السعودية بإلحاح من مختلف المنظمات الإنسانية الدولية بداية من يوم غد الثلاثاء، بعد أن لاقت موافقة مبدئية من حركة أنصار الله الحوثية، حيث سيتواصل إيصال المساعدات طيلة خمسة أيام قابلة للتمديد في حال التزم  كل الفرقاء بالعمل بها.  
وكانت حركة أنصار الله المتمردة على السلطة المركزية في صنعاء، ومعها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، أعلنا التزامهما بهذه الهدنة وأكدا أنهما "سيتعاملان بإيجابية مع أي جهود أو خطوات إيجابية وجادة من شأنها رفع المعاناة عن الشعب اليمني، والسماح للمساعدات الإنسانية والإمدادات والسفن بالدخول إلى اليمن".
ولكن حركة أنصار الله ربطت موافقتها بـ "ضرورة استئناف الحوار الذي كان قائما بين القوى السياسية اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة من النقطة التي توقف عندها".
ورحب حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، خلال اجتماع طارئ لأمانته العامة بالهدنة.
ويبدو أن الرئيس اليمني السابق وجد نفسه مرغما على قبول هذه الهدنة وسط تواتر أخبار أكدت على وقوع شرخ في أعلى هرم قيادة حزبه  بعد أن أصدر أحمد عبيد بن دغر، النائب الأول له وعدد من الأعضاء البارزين بيانا أكدوا فيه اعترافهم بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعبّروا عن استعدادهم للمشاركة في ندوة المصالحة التي دعت السلطات السعودية إلى تنظيمها بالعاصمة الرياض لبحث الأزمة اليمنية تطبيقا لنص اللائحة الأممية 2216 التي طالبت الحوثيين بسحب مقاتليهم وتسليم أسلحتهم للسلطات الشرعية.
وهو الشرخ الذي يتأكد من يوم لآخر في وقت قرر عسكريون موالون للحوثيين بقيادة العقيد شرف لقمان، ممن انشقوا عن الجيش النظامي أنهم يؤيدون الهدنة التي أقرتها العربية السعودية في موقف قد يمهد لهدنة أطول بما يمهد للعودة إلى لغة الحوار والتفاوض بعد أن فشلت لغة السلاح والحرب في حسم الموقف لأي من طرفي معادلة الحرب في أحد أفقر بلدان العالم وأكثرها تخلّفا.