في عذر أقبح من ذنب

بن كيران يحمل الجزائر مسؤولية التطبيع

بن كيران يحمل الجزائر مسؤولية التطبيع
  • القراءات: 976
ق. د ق. د

يبقى التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني، والذي يشهد وتيرة متسارعة مست كل المستويات، وصمة عار وخزي على جبين المخزن مهما حاول هذا الأخير تجميل صورته وتبرئة ذمته من "كبيرة" اقترفها على مرأى ومسمع الجميع وبلغت أعذارها في محاولات يائسة درجة تحميل الجزائر مسؤوليتها. ففي مناورة أخرى بائسة ومكشوفة، حاول رئيس الحكومة المغربية المبعد، عبد الإله بن كيران، أن يلبس بلده ثوب "الضحية" من خلال تحميل الجزائر "مسؤولية" التطبيع المغربي- الصهيوني بشكل مباشر بزعم أنها تسببت في مشاكل لملك نظام المخزن دفعته للتطبيع.

وقال بن كيران في لقاءه مع اللجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي، مدافعا عن ما اقترفه نظام بلده من "خطيئة لا تغتفر" في حق نفسه وشعبه والقضية الفلسطينية، أن "علاقات المغرب مع إسرائيل قديمة، لكن لولا الجزائر ما وصلت إلى هذا الحد، وأنا لا أبرر لأي أحد". وهو عذر أقبح من ذنب ذاك الذي رفع بن كيران في محاولته لتهدئة الرأي العام المغربي الذي يوجد في حالة غليان خاصة منذ زيارة وزير دفاع الكيان الصهيوني للمغرب نهاية نوفمبر الماضي. ولم يجد بن كيران، من سبيل لتبرير خيانة الملك محمد السادس، لدماء الشعب الفلسطيني على شماعة ما يعانيه هذا الأخير من مشاكل مختلفة قال إن أبرزها "الجزائر" وهي المعروفة أمام العام والخاص بمواقفها العلنية والقوية الرافضة والمناهضة للتطبيع. وواصل بن كيران محاولاته اليائسة لتبرير التطبيع بزعم أن الفلسطينيين "إخوة في الدين" ومن جهة ثانية إلزامية مناصرة نظام المخزن في كل مواقفه مهما بلغت درجة خزيها. وقال مسؤول حزب العدالة والتنمية الحاكم سابقا أن "التطبيع مع اسرائيل تجسيد لعلاقات قديمة لطالما كانت موجودة بين البلدين وقد تجلت الآن لعدة أسباب".

وجاء حديث بن كيران عن الأخوة والشريعة الاسلامية التي تفرض مساندة الشعب الفلسطيني ‘’باهتا’’ رغم  قوله أن المملكة "الشريفة" ظلت تدعم القضية الفلسطينية التي لا تعتبر سياسية بل مسألة "عقائدية"، قبل أن يناقض نفسه بشكل صارخ بدفاعه و"بحمية" غير منطقية عن تطبيع المخزن مع اسرائيل بالتأكيد أن حزبه لن "يدين أبدا مواقف بلده في هذه المسألة". ثم عاد نفس المسؤول الحزبي ليقول أنه "يتوجب على الإخوة الأشقاء احترام تاريخ ومواقف المملكة الشريفة"، متجاهلا بحديثه ذلك صوت الشعب المغربي الذي صدح بصوت عال رافضا لخطيئة المخزن المخزية بتطبيعه مع الكيان الصهيوني المحتل. وعاد بن كيران، الباحث على ما يبدو على رضى ملكه عبر تهجمه على الجزائر، مؤخرا الى الواجهة السياسية المغربية بعد الضربة الموجعة التي تلقاها حزب العدالة والتنمية في آخر انتخابات تشريعية بسبب مباركة رئيسه السابق، سعد الدين العثماني للتطبيع الماضي قطاره بوتيرة متسارعة شملت كل المستويات دون استثناء.

ففي آخر محطة له، منح نظام المخزن الاعتماد لما يسمى

بـدائرة الصداقة بين المغرب وإسرائيل" في تحد صارخ للشعب المغربي الرافض لكل أشكال التطبيع لتنشط على أساس جمعية ستعمل على "تبادل الخبرات والمعلومات ذات الطابع الثقافي والعلمي بين منخرطيها". كما ستعمل وفق ما تضمنته أهدافها المعلنة على تجسيد اتفاق التطبيع المبرم بين النظام المغربي والكيان الصهيوني في 22 ديسمبر 2020 " من خلال تطوير العلاقات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية" بين الطرفين بما يعني مزيدا من الاختراق للقطاعات الشعبية الحيوية في المملكة. ومن الاتفاقات العلنية إلى السرية، حيث وقعت كل من المغرب وإسرائيل مؤخرا على اتفاقية تعاون في المجال الرياضي وخاصة في رياضة كرة القدم في سرية تامة قالت صحيفة "العربي الجديد" أنه تم إبقاء الأمر سرا بالنظر للحساسية السياسية التي لا يفهم سببها باعتبار أن المخزن طبع علنا علاقاته مع الكيان العبري فما الذي يدفعه لمواصلة علاقات سرية مع هذا الأخير.