ساوى بين الضحية والجلاد
بلينكن يطالب عباس ونتانياهو بإحلال السلام

- 580

بمنطق "المساواة بين الضحية والجلاد"، راح كاتب الدولة الأمريكية، أنطوني بلينكن، يطالب كلا من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بـ«احلال الهدوء" في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تعيش منذ أكثر من عام على وقع تصعيد خطير وممنهج للاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين.
وذكر بلينكن في اتصالين هاتفين أجراهما مع الرجلين بما تروج له الولايات المتحدة بشأن دعمها لحل الدولتين ورفضها للسياسات التي تقوض التوصل إلى هذا الحل الذي تدعمه كل المجموعة الدولية لكن ترفضه إسرائيل من خلال مواصلة ممارستها التي تقوض كل مسعى وجهد للمضي قدما في هذا الحل.
وأشار بلينكن إلى الحاجة الماسة سواء بالنسبة للإسرائيليين أو الفلسطينيين لاتخاذ إجراءات من أجل استتباب الهدوء" مذكرا بالموقف الذي وصفه بـ"القوي" للولايات المتحدة الرافض "للإجراءات الأحادية الجانب التي تشكل مصدرا لمزيد من التصعيد الاضافي للتوترات".
والمفارقة أن تصريحات بلينكن أو موقف الإدارة الأمريكية التي تشدد في كل مرة على دعمها لحل الدولتين ورفضها للقرارات الأحادية الجانب التي تزيد في توتير الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة، لا ترافقها أي إجراءات ملموسة للدفع قدما باتجاه تهدئة الوضع وتفعيل حل الدولتين.
بل إن الطرف الأمريكي يقول ما لا يفعل بدليل أنه انتقد قرار حكومة الاحتلال الأخير بشرعنة تسع مستوطنات كاملة وبناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، لكن عندما دقت ساعة الحقيقة في مجلس الأمن الدولي من أجل تبني لائحة تدين الاستيطان الإسرائيلي، راحت الإدارة الأمريكية تعبر عن عدم رضاها لمثل هذه اللائحة وضمت صوتها الى صوت الكيان المحتل الذي يحبط كما جرت العادة كل مسعى لإدانته في مجلس الأمن الدولي.
وهو ما يطرح التساؤل عن أي إجراءات يمكن للطرف الفلسطيني اتخاذها لإحلال السلام واستتباب الهدوء وهو الذي يعاني أبناء شعبه ويتعرضون لجرائم نكراء أصبحت قوات الاحتلال الأمريكي ترتكبها بكل برودة دم وفي وضح النهار.
وكان الأجدر بكاتب الدولة الأمريكية أن يطالب أولا حكومة الاحتلال بالتوقف عن اقتراف جرائمها واعتداءاتها وانتهاكاتها ضد كل ما هو فلسطيني والتي تعدت في الآونة الأخيرة كل الخطوط الحمراء، بما تسبب في تأجيج الوضع المتوتر في الأراضي المحتلة.
كما كان الأجدر به أن يسمي الأمور بمسمياتها وأن يفرق بين الضحية والجلاد ويطالب وفقا لذلك كل طرف بالقيام بما يتوجب عليه إذا كانت فعلا لدى الإدارة الأمريكية نية صادقة في تهدئة الاوضاع في المنطقة واذا كانت فعلا تعمل من أجل تفعيل حل الدولتين كما تقول.