دعا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتحمل مسؤوليتهما

بلينكن يرافع من أجل التهدئة والتخفيف من حدة التوتر

بلينكن يرافع من أجل التهدئة والتخفيف من حدة التوتر
كاتب الدولة للشؤون الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن
  • القراءات: 560
ص. م ص. م

جدّد كاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكن، أمس، دعوته تجاه الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتفادي "تأجيج التوتر" الذي يخيم على الاراضي الفلسطينية وزادت حدته مع مواصلة آلة الاحتلال الصهيونية جرائمها النكراء في حق الفلسطينيين. وجاءت دعوة بلينكن لدى وصوله أمس إلى القدس المحتلة في ثاني محطة له في جولته  الشرق ــ أوسطية التي استهلها، أول أمس، بزيارة العاصمة المصرية القاهرة ولقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح شكري.

وجدّد الرئيس السيسي، التذكير بأن مصر قادت في الأيام الأخيرة جهودا ضمن محاولة للسيطرة على حالة التوتر المتصاعدة في الأراضي المحتلة، في نفس الوقت الذي رافع فيه ووزير خارجيته سامح شكري، من أجل "حل عادل" للصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي الذي بلغ هذه المرة منعرجا أكثر خطورة. وكانت هذه الزيارة مقررة منذ مدة لكنها أخذت منحى آخر في ظل التصعيد الخطير الذي تعيشه الأراضي المحتلة والذي ينذر بانفجار بعواقب وخيمة على كل المنطقة في حال استمر الكيان الصهيوني في انتهاكاته واعتداءاته على كل ما هو فلسطيني من الإنسان والأرض والمقدسات. وقال بلينكن في أول تصريح له بعد وصوله إلى إسرائيل إن "مسؤولية اتخاذ إجراءات لتخفيف التوترات تقع على الجميع،  بدلا من تأجيجها والعمل من أجل يوم لا يخاف فيه الناس في مجتمعاتهم ومنازلهم وأماكن عبادتهم"، مضيفا أنها "الطريقة الوحيدة لإنهاء موجة العنف التي أودت بحياة الكثيرين من الأرواح الإسرائيلية الفلسطينية".

وهو يرافع من أجل "التهدئة" و"تخفيف التوتر" خلال تواجده بالعاصمة القاهرة لم يغص بلينكن في عمق الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي الذي يعد واحدا من أعقد وأقدم النزاعات في العالم ولم يتحدث عن الأسباب الكامنة وراء تأجج الأوضاع بمثل ما هي عليه منذ عدة شهور عندما قررت حكومة الاحتلال السابقة منح صك على بياض علني لجنودها لقتل الفلسطينيين في وضح النهار ودون أي سابق انذار. وزادت حكومة الاحتلال الحالية بقيادة اليميني المتطرف بنيامين نتانياهو في توفير الغطاء والسند لقواتها لتعيث فسادا في أرض فلسطين المحتلة مادامت لا توجد أي جهة قادرة على ردعها ولا حتى محاسبتها.

ولو عاد بلينكن بذاكرته قليلا الى الوراء، لأيقن وهو يطالب الطرفين بتفادي تأجيج الوضع المتوتر وتحمل المسؤولية واتخاذ اجراءات للتهدئة، بأنه يساوي بين الضحية والجلاد، بدليل أن العمليات الفدائية والاستشهادية الفلسطينية التي تدينها المجموعة الدولية إنما تفجرها في كل المرة، الاعتداءات والجرائم النكراء التي يقترفها الصهاينة في حق الفلسطينيين. وكان الأجدر بكاتب الدولة الأمريكي، إذا كانت لديه نية حقيقية في إحداث اختراق في مسار تسوية هذا الصراع الذي تجاوز عقده السابع، أن يطالب حكومة الاحتلال بالكف عن اعتداءاتها في حال ما كانت تريد فعلا تهدئة والكف عن الدفع بالأوضاع نحو مزيد من التأجيج والتصعيد.

وتوقع الكثير من المتتبعين للوضع في هذه المنطقة الساخنة، إمكانية إحراز بلينكن لتقدم ضئيل لخفض حالة التصعيد على اعتبار أن جوهر زيارة بلينكن هو محاولة الادارة الامريكية اعادة فتح قنوات الاتصال مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو. وهو ما يطرح التساؤل حول المطالب أو "الإملاءات" التي سيميلها بلينكن عند لقائه اليوم بمدينة رام الله بالضفة الغربية، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في ثالث محطة ضمن زيارته الشرق الأوسطية.