في محاولة للتخفيف من دوامة العنف في الأراضي المحتلة

بلينكن في الشرق الأوسط للقاء الفاعلين في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي

بلينكن في الشرق الأوسط للقاء الفاعلين في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي
كاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكن
  • القراءات: 513
ص. محمديوة ص. محمديوة

ما الذي يمكن لكاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكن، فعله لإيقاف دوامة العنف أو على الأقل التخفيف من حدة التصعيد الخطير الذي آلت إليه الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل تكالب الاحتلال الصهيوني الذي يقترف أفظع الجرائم في حق أبناء الشعب الفلسطيني؟

سؤال يطرح بقوة في وقت وصل فيه رئيس الدبلوماسية الأمريكي، إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح، شكري، في أول محطة له ضمن جولة شرق ــ أوسطية تشمل اليوم وغدا مدينة القدس المحتلة ورام الله للقاء مسؤولي الاحتلال والفلسطينيين في مهمة عنوانها الظاهري محاولة التخفيف من حدة التوتر في الأراضي المحتلة وباطنها رسائل طمأنة لحكومة الاحتلال باستمرار الدعم الأمريكي لحكومة اليميني المتطرف بنيامين نتانياهو.

وسيحث بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على "اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التصعيد"، كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، بعد إدانة واشنطن لما وصفته بالهجوم "المروع" في القدس الشرقية الذي وقع غداة الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها قوات الاحتلال في حق تسعة شبان فلسطينيين من سكان مخيم جنين بالضفة الغربية استشهدوا برصاص الاحتلال، بالتزامن مع قصف هذا الأخير لقطاع غزة المحاصر. ويبدو هامش المناورة المتاحة لوزير الخارجية الأمريكي، جد محدودة بما يتجاوز الدعوات المتكررة للتهدئة لصراع فلسطيني ـ إسرائيلي، يتأكد في ظل ما تشهده الاراضي المحتلة من عدوان اسرائيلي غاشم أنه قد وصل إلى طريق مسدود.

ولا يتوقع المتتبعون للصراع، إمكانية أن يحدث بلينكن اختراقات كبيرة، خاصة وأن واشنطن الراضية عن دعمها لمبدأ "حل الدولتين" لا ينتظر منها أن تضغط على حكومة الاحتلال باعتبارها المسؤولة عن تأجيج الوضع في الاراضي المحتلة بسبب تصعيدها الخطير وانتهاكاتها اليومية التي تعدت كل الخطوط الحمراء بعد أن تلقى جنودها صكا على بياض لقتل الفلسطينيين بكل برودة دم في وضح النهار.

وهو ما جعل المفاوض الأمريكي السابق، آرون ديفيد ميلر، والخبير في مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي" في واشنطن، يعبر عن اعتقاده بأن "أفضل ما يمكن الحصول عليه هو استقرار الأمور لتجنب تكرار ما وقع في ماي 2021" في اشارة الى الحرب الأخيرة التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة. وأكد غيث العمري، الخبير في معهد واشنطن، أن "الزيارة لا تشير إلى أي تغيير في الموقف الأمريكي فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني"، لكنه يتوقع بأن "المباحثات مع الرئيس محمود عباس لن تكون ممتعة".

ولكن زيارة بلينكن إلى الكيان المحتل تعكس في الحقيقة رغبة واشنطن في إعادة الاتصال السريع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي يقود أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل والذي كانت علاقاته مع الإدارة الديمقراطية للرئيس، جو بايدن، متوترة نوعا ما. ويتأكد ذلك خاصة وأن هذه الزيارة تأتي بعد زيارة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جاك سوليفان، الذي راح يؤكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي دعم الولايات المتحدة بعد أن اكتفى فقط لسماع شكاوى، الرئيس محمود عباس. فأي دور يمكن للولايات المتحدة أن تلعبه في تسوية صراع أو حتى التخفيف من حدة التوتر وهي التي، تنحاز حكوماتها المتعاقبة إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي على حساب هضم مزيد من الحقوق الفلسطينية المغتصبة.