في تقارب بين موقفيهما تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط

بكين وموسكو مع خيار تغليب الحوار

بكين وموسكو مع خيار تغليب الحوار
  • 817
م.م م.م

ركزت المقاربتان الصينية والروسية بخصوص التعاطي مع الأوضاع في  منطقتي الخليج والشرق الأوسط على ضرورة تغليب الحوار كأفضل خيار لتسوية الصراعات في هاتين المنطقتين الساخنتين، الى جانب وقف التدخلات الأجنبية فيهما بقناعة أن ذلك يزيد في تصعيد الموقف ويهدد المنطقتين بما لا يحمد عقباه.

وأكد وزيرا خارجية البلدين الصيني، وانغ يي والروسي سيرغي لافروف لدى تناولهما الكلمة أمام الجمعية العامة الأممية على ضرورة عدم الانسياق وراء صراع المصالح الضيقة لمختلف القوى الدولية لتفادي الأسوأ والإشارة واضحة الى التوتر القائم بين الولايات المتحدة المدعومة بمختلف القوى الغربية الأخرى وإيران.

وقال رئيس الدبلوماسية الصيني في هذا السياق إن القضية النووية الإيرانية أصبحت تشكل خطرا يتهدد السلام والاستقرار العالميين بما يستدعي من كافة الأطراف مواصلة العمل بالاتفاق النووي وتفادي كل انحراف للوضع في هذه المنطقة الساخنة.

وأضاف لتفادي كل تصعيد قادم في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج بحتمية العودة الى العمل بمضمون الاتفاق النووي لسنة 2015، قضية البرنامج النووي الإيراني الذي قرر الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الانسحاب منه ربيع العام الماضي، بدعوى أنه يتيح لإيران امتلاك القنبلة النووية.

وهي المقاربة التي دافع عنها وزير الخارجية الروسي، الذي حث على تسوية الوضع في منطقة الخليج عن طريق الحوار وبدون توجيه اتهامات لا أساس لها لأي طرف في تلميح الى الولايات المتحدة التي حملت إيران مسؤولية مباشرة في ضرب منشآت بترولية سعودية.

وذهب لافروف في سياق هذا التشكيك الى التأكيد أن ”التوتر في الخليج يتصاعد بشكل مصطنع، بما يستدعي التغلب على الخلافات القائمة، مذكرا في ذلك بمساهمة بلاده بتحديد مفهوم الأمن في هذه المنطقة الحساسة عبر الحوار والتعاون الأمني لتفادي تفاقم الأوضاع.

وأضاف لافروف انه في حال بدأت عملية الحوار فإن المبادئ التي اقترحتها موسكو يمكن توسيع نطاق تطبيقها لتشمل دولا أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقال الوزير الصيني من جهته أن مثل هذا الموقف يستدعي دعوة دول الخليج إلى إيجاد أرضية حوار وتشاور فيما بينها، على أن تلعب القوى الخارجية دورا إيجابيا في الحفاظ على الأمن والاستقرار هناك.

وأضاف أن الحوار المنشود في المنطقة يجب أن يطبق أيضا بخصوص القضية الفلسطينية من خلال وضعها على رأس الأولويات الدولية بقناعة أن المجموعة الدولية لا تنقصها خطة كبيرة للتسوية بقدر ما تنقصها الشجاعة اللازمة للوفاء بالتعهدات والضمير اللازم للتمسك بالعدل، ضمن حرص صيني على عدم التراجع عن مبدأ ”حل الدولتين”، وخيار ”الأرض مقابل السلام” كونهما يمثلان أساسا لتحقيق العدالة الدولية في هذا الشأن.

وأضاف رئيس الدبلوماسية الصيني أن ”إقامة دولة مستقلة تبقى بالنسبة للشعب الفلسطيني حقا غير قابل للتصرف وشيئا لا يجوز استخدامه ورقة مساومة.

بينما دافع الوزير الروسي، سيرغي لافروف، عن مقاربة بلاده في سوريا وقال إن موسكو تبحث مع الولايات المتحدة وتركيا مسألة إنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية ـ التركية تراعي قبل أي شيء آخر، احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية.