اتهمت ترامب بإعادة العالم إلى فترة سباق التسلح النووي

بكين وطهران تنضمان إلى موسكو

بكين وطهران تنضمان إلى موسكو
  • القراءات: 725
م.مرشدي م.مرشدي

توسعت قائمة الدول المعارضة للخطة النووية الجديدة التي اعتمدها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضمن منحنى يجعلها مرشحة لانضمام دول أخرى رافضة لمنطق القوة الذي تريد الإدارة الأمريكية فرضه على كل العالم وتكريسا لنزعتها في البقاء أول قوة نووية في العالم. 

فبعد روسيا، خرجت الصين هي الأخرى عن صمتها في موقف معارض للخطة النووية الأمريكية متهمة الرئيس الأمريكي بدفع العالم إلى سباق جديد في مجال التسلح النووي سنوات بعد أن تم طي صفحته وانتهاء ما عرف في مصطلحات العلاقات الدولية لما بعد الحرب العالمية الثانية بـ«الحرب الباردة» التي غذت صراع القطبين.

وأكدت السلطات الصينية أمس، رفضها القاطع لمضمون ما اصطلح عليه بـ«وثيقة مراجعة الوضع النووي لعام 2018» التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية، مساء الجمعة، والتي اتهمت روسيا والصين بتهديد السلم العالمي بسبب رفضهما تخفيض ترسانتيهما النووية والعمل بدلا عن ذلك إلى تطويرها.

وأكدت وزارة الدفاع الصينية أمس، أن البنتاغون الأمريكي يبالغ في تكهناته بخصوص القدرات النووية لجمهورية الصين التي تبقى ـ كما أضافت ـ متمسكة بعقيدتها العسكرية الدفاعية وبمبدأ عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية تحت أي ظرف وأنها لن تهدد باستخدام هذه الأسلحة ضد دول غير نووية أو مناطق خالية من الأسلحة النووية. وأشار إلى أن الصين تمارس دوما أقصى درجات ضبط النفس إزاء تطور الأسلحة النووية وأنها حدّت من قدراتها النووية إلى أدنى مستوى يتطلبه الأمن القومي الصيني.

وجاء الرد الصيني الحازم على مضمون الوثيقة الأمريكية التي أكدت أن القوة النووية الصينية أصبحت تشكل «تحديا كبيرا للمصالح الأمريكية في قارة آسيا»، بما يستدعي اتخاذ كل الإجراءات «لمنعها من الاعتقاد بأنه  في مقدورها تحقيق مكاسب إستراتيجية من وراء استخدامها لقدراتها النووية المحدودة أو أن تعتقد بأن الولايات المتحدة ستغض الطرف عن أي استعمال للقوة النووية مهما كان محدودا.

وهي نفس العبارات التي استخدمتها الوثيقة لدى إثارتها للقوة النووية الروسية ورأت فيها تهديدا مباشرا لمصالحها الإستراتيجية في مختلف مناطق العالم التي تعتقد الولايات المتحدة بأنها تدخل في نطاق أمنها القومي، متهمة موسكو بانتهاك مختلف المعاهدات الدولية في مجال التسلح ورفضها تقليص ترسانتها النووية.

وعاد ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس «الدوما» الروسي إلى إثارة هذه القضية أمس، وألقى بكرة  التهديدات في المعسكر الأمريكي، عندما أشار إلى أن الولايات المتحدة بتبنيها هذه العقيدة العسكرية تدفع بكل العالم إلى متاهة سباق تسلح جديد مع كل المخاطر التي يمكن أن تترتب عنه. وهو ما جعل المسؤول الروسي يصف الوثيقة الأمريكية بـ«الخطيرة جدا» كونها تشكل انتهاكا معلنا لمبادئ الردع النووي، وبإمكانها أن تدفع بمختلف الدول إلى إدخال تعديلات على عقيدتها النووية بكيفية ترد بها على النزعة التصعيدية الأمريكية في تلميح واضح بأن موسكو لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذه المستجدات التي ترى أنها فرضت عليها.

وذهب سلوتسكي إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر أن سعي الولايات المتحدة لتطوير رؤوس نووية سهلة الاستخدام يزيد من خطر نشوب حرب نووية بالنظر إلى سهولة استخدامها.

وتقاطعت مواقف موسكو وبكين، في نفس نقطة اتهام الإدارة الأمريكية بالعمل على الزج بالعالم في متاهة تصعيد عسكري جديد في موقف تبنته إيران أمس، التي اتهمت هي الأخرى الرئيس دونالد ترامب بالدفع بالإنسانية إلى تدمير نفسها من خلال تعمّدها انتهاك معاهدة منع الانتشار النووي.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن الهوس الذي سكن الرئيس الأمريكي لقتل الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني يندرج في سياق اللاوعي الخطير الذي يميز تصرفات الإدارة الأمريكية الجديدة.