استنكرت السلطات العراقية بشدة، أمس، الضربات الجوية الأمريكية المميتة التي استهدفت، فجر أمس، مواقع مليشيات "الحشد الشعبي" المسلحةـ الموالية لإيران في كل من العراق وسوريا المجاورة. وأدان رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي بشدة، أمس، ما وصفه بـ"الخرق الصارخ" لسيادة بلاده، مجددا رفضه القاطع "لاستخدام الأراضي العراقية لتصفية الحسابات"، داعيا إلى تفادي التصعيد خاصة وأن مليشيا الحشد الشعبي توعدت بالانتقام لقتلاها في هذه الغارات الأمريكية.

وبرر البنتاغون تلك الضربات الجوية التي أودت بحياة ما لا يقل عن عشرة مقاتلين من مليشيات الحشد الشعبي، بأنها جاءت، ردا على هجمات استهدفت خلال الأشهر الأخيرة مصالح أمريكية في العراق ووجهت فيها واشنطن أصابع الاتهام للفصائل العراقية المسلحة، الموالية لإيران. وأعلن البنتاغون أن قواته الجوية وبأمر من الرئيس الأمريكي، جو بايدن استهدفت ليلة الأحد إلى الاثنين مراكز عملياتية ومستودعات للسلاح تستخدمها مليشيات موالية لإيران بمنطقتين في سوريا وواحدة في العراق.

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن أن الضربات الجوية، ضد المليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا بمثابة  "رسالة قوية لكل من يهاجم القوات المسلحة الأمريكية". وقال بالعاصمة الايطالية، أن "هذا العمل الدفاعي الشرعي الموجه لمنع هجمات أخرى يوجه رسالة جد هامة وقوية". أما مليشيا الحشد الشعبي المعادية للتواجد العسكري الأمريكي في العراق، فقد أكدت مقتل أربعة من مسلحيها في غارات جوية أمريكية استهدفت منطقة القايم، غرب العراق بالقرب من الحدود مع سوريا.

ونفت المليشيا المسلحة، التي حاربت في أوج الصراع الدامي في العراق إلى جانب القوات الأمريكية ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الارهابي، في بيان لها تورطها في أي هجمات ضد أي تواجد أجنبي في العراق. وقالت إن مقاتليها "كانوا يقومون بمهاهم الاعتيادية في منع تسلل الجهاديين القادمين من سوريا". وأكدت أن المواقع المستهدفة لا تضم أي مستودعات على نقيض الادعاءات الأمريكية التي ساقها البنتاغون لتبرير غارته الجوية في العراق وسوريا، متوعدة بالثأر لقتلاها بعدما جددت موقفها الرافض لاستمرار تواجد "القوات المحتلة" في إشارة إلى استمرار التواجد العسكري الأمريكي على الأراضي العراقية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الضربات الجوية الأمريكية دمرت مستودعا وموقعا لمليشيا عراقية من أعضاء الحشد الشعبي بالقرب من منطقة بوكمال الى شرق سوريا بالقرب من الحدود العراقية، مؤكدا مقتل ما لا يقل عن سبعة مسلحين عراقيين.