آلاف المحتجين من اليمين المتطرّف يقتحمون مؤسسات الدولة في البرازيل

برازيليا تهتز على الطريقة "الترامبية"

برازيليا تهتز على الطريقة "الترامبية"
  • القراءات: 486
ص. محمديوة ص. محمديوة

على الطريقة "الترامبية" اهتزت العاصمة البرازيلية، على وقع هجوم عنيف نفذه الآلاف من أنصار الرئيس المنتهية عهدته، جايير بولسونارو، استهدف مقار الكونغرس وقصر بلانالتو الرئاسي ومقر المحكمة العليا، مما أثار موجة إدانة دولية عارمة. وقال وزير العدل والأمن فلافيو دينو، أمس، إنه بعد ساعات من الفوضى التي عاشتها العاصمة برازيليا، أول أمس، تمكنت قوات الأمن من استعادة سيطرتها على المباني الرسمية التي اجتاحها المتظاهرون المناهضون للرئيس المنتخب لولا دا سيلفا، واعتقلت أكثر من 200 شخص.

وألحق المحتجون المنتمون إلى اليمين المتطرف الذين ارتدوا قمصانا صفراء بلون الفريق الوطني البرازيلي لكرة القدم، أضرارا جسيمة في المباني الثلاثة التي تعد من بين كنوز العمارة الحديثة والمليئة بالأعمال الفنّية. وتعرضت لوحات فنّية ذات قيمة لا تقدر بثمن للتلف بما في ذلك لوحة للرسام إميليانو دي كافالكانتي، أحد أشهر فنّاني القرن العشرين في البرازيل المعروضة في القصر الرئاسي والتي أظهرت صورا متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدة ثقوب بها.

كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيدوهات تظهر تعرض مكاتب برلمانية للنهب في وقت جلس فيه أحد المحتجين على كرسي رئيس مجلس الشيوخ في مشهد أعاد إلى الأذهان أحداث الكابتول غير مسبوقة التي هزت الولايات المتحدة في السادس جانفي 2021. واضرم محتجون النار في زرابي قاعدة الاستقبال بمبنى الكونغرس، مما اضطر فرق الإطفاء لإغراقها بالمياه من أجل إخماد النيران. وأمام هذه الفوضى أعلن الرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، عن استئناف عمله من القصر الرئاسي بداية يوم أمس، مؤكدا تحديد هوية الانقلابيين الذين روجوا لتدمير الممتلكات العامة في برازيليا وسيعاقبون".

ووصف الرئيس البرازيلي الذي أصدر مرسوما لتدخل الأمن الفيدرالي بـ"الوحشية" الأحداث الخطيرة التي شهدتها العاصمة البرازيلية من قبل اليمينيين المتطرفين الذين طالبوا بتدخل الجيش للإطاحة بالرئيس الجديد الفائز في انتخابات أكتوبر الماضي، على حساب الرئيس السابق اليميني جايير بولسونارو. الذي اتهمه الرئيس لولا دا سيلفا بـتشجيع" المتطرفين وأنهم "سيدفعون الثمن بقوة القانون" على الاضطرابات التي أحدثوها.

وأعلن لولا، الذي ندد بالانتهاكات الأمنية من جانب حكومة مقاطعة برازيليا الفيدرالية، "سنكشف من يقف وراء هذه المظاهرات العنيفة والانقلابية"، التي "دمرت كل شيء في طريقها"، مشيرا إلى أن "الديمقراطية تضمن الحق في حرية التعبير" لكنها "تستوجب احترام الناس للمؤسسات". من جانبه أصدر ألكسندر دي موراييي، رئيس المحكمة العليا البرازيلية أمس، قرارا بعزل حاكم العاصمة برازيليا، إيبانيز روتشا، الذي اتهم بالتواطؤ مع المشاغبين.

وأثار الاعتداء الذي تعرضت له مؤسسات الدولة في البرازيل من طرف أنصار الرئيس المنتهية عهدته جايير بولسونارو، ردود فعل دولية مستنكرة رأت في تلك الأحداث بأنها تمت على الطريقة "الترامبية"، في إشارة الى الهجوم الذي نفذه انصار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على الكونغرس الأمريكي في السادس جانفي 2021. ففي كلمة واحدة للصحافة وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال تواجده بولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة أعمال الشغب ضد مؤسسات الدولة في البرازيل بأنها "فضحية"، قبل أن يدين "الهجوم ضد الديمقراطية والتسليم السلس للسلطة في البرازيل"، مضيفا بأن "المؤسسات الديمقراطية في الدولة تحظى بكل دعمنا ولا يجب تقويض إرادة الشعب البرازيلي".

ونفس مواقف الإدانة عبّرت عنها كل من كندا والمكسيك وفنزويلا والأرجنتين وكوبا والشيلي وبوليفيا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية التي استنكرت هذه الأعمال التي تهدف بحسب مسؤولي تلك الدول الى "إثارة الفوضى والاستهزاء بالإرادة الشعبية". من جانبها أكدت دول فرنسا وألمانيا وإيطاليا على ضرورة احترام إرادة الشعب البرازيلي الذي اختار لولا دا سيلفا، رئيسا للبلاد، في نفس الوقت الذي أدانت فيه روسيا أعمال العنف التي هزت البرازيل، مؤكدة دعمها الكامل للرئيس لولا دا سيلفا. كما أدانت منظمات إقليمية على غرار منظمة دول أمريكا والاتحاد الأوروبي "الهجوم" على مباني رسمية للدولة البرازيلية واعتبرته بمثابة هجوم مباشر على الديمقراطية.