ترامب يغادر البيت الأبيض تاركا رسالة لخليفته

بايدن يؤدي اليمين الدستورية وينصّب رئيسا لأمريكا

بايدن يؤدي اليمين الدستورية وينصّب رئيسا لأمريكا
الديمقراطي جو بايدن، رئيس للولايات المتحدة الأمريكية
  • القراءات: 676
ص. محمديوة ص. محمديوة

أدى الديمقراطي جو بايدن، أمس، اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية خلفا للجمهوري دونالد ترامب، الذي، ورغم مقاطعته مراسم التنصيب في سابقة نادرة في التاريخ السياسي الأمريكي، إلا أنه تمنى للإدارة الجديدة النجاح من دون أن يذكر بايدن بالاسم، ووعد أنصاره بالعودة بطريقة أو بأخرى.

وبينما كان ترامب يغادر البيت الأبيض، كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق بمبنى الكابيتول الذي احتضن حفل تنصيب استثنائي، غاب عنه الرئيس المنتهية ولايته وتم خلاله تنصيب أيضا أول امرأة كامالا هاريس في منصب نائب الرئيس. ونظم الحفل وسط حراسة أمنية مشدّدة وإنزال مكثف للحرس الوطني لم يسبق أن شهدته العاصمة الفيدرالية في مثل هذه المناسبة التي كانت تستقطب آلاف المدعوين والجماهير احتفاء بالرئيس الجديد، لكنه نظم هذه المرة دون جمهور بسبب التهديدات الأمنية القائمة من جهة، وانتشار جائحة كورونا من جهة أخرىو وتم تعويض الجمهور بنصب 190 ألف علم في ساحة الكونغرس. وكان من بين الحضور الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وحرمه ميشال أوباما، إضافة إلى الزوج بيل وهيلاري كلينتون. لكن ترامب الذي خالف تقاليد الحكام الأمريكيين برفض حضوره مراسم تنصيب بايدن، لم يخالف على الأقل تقليدا آخر بعدما ترك، وكما جرى عليه العرف الأمريكي، رسالة على المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض لخليفته دقائق قليلة فقط قبل مغادرته البيت الأبيض على متن طائرة مروحية باتجاه إقامته الفخمة بفلوريدا. وبالنظر لمفاجآته التي لم تنته حتى في الساعات الأخيرة من حكمه، وإصراره على رفض الاعتراف بهزيمته وتهنئة خليفته، فقد كان مضمون رسالة ترامب محل فضول كبير في انتظار الكشف عن فحواها مع مجيئ الوافد الجديد إلى البيت الأبيض.

غير أن الملياردير الجمهوري الذي حكم الولايات المتحدة طيلة أربع سنوات بمنطقه المطلق، حيّا في خطاب وداع، أدلى به انطلاقا من قاعدة أندروز قرب واشنطن، حيث شدّ الرحال باتجاه فلوريد، سنوات حكمه التي وصفها بـ "المميزة" وتمنى للإدارة الجديدة النجاح، قاطعا وعدا بالعودة بطريقة أو بأخرى. وغادر الرئيس 45 للولايات المتحدة البيت الأبيض تاركا وراءه إرثا سياسيا ثقيلا لخليفته الذي وعد بطي صفحته بلا رجعة وبدء صفحة جديدة عنوانها التآزر ولمّ الشمل الأمريكي وإعادة الولايات المتحدة إلى سابق عهدها بريادتها العالمية وديمقراطيتها البارزة. وقال بايدن في تغريدة له قبل تنصيبه الرسمي بثلاث ساعات أنه "يوم جديد في أمريكا" في إشارة واضحة إلى طي صفحة رجل الأعمال الملياردير. وأول ما قام به قبل توجهه إلى مبنى الكابيتول لأداء اليمين الدستورية، حضور قداس في كنيسة سان ماتيو بالعاصمة الفدرالية واشنطن برفقة حرمه جيل بايدن ونواب ديمقراطيين وجمهوريين من الكونغرس، في موقف رمزي أراد من خلاله أهم قطبي المعادلة السياسية الأمريكية الحزب الديمقراطي وغريمه الجمهوري، التأكيد على ضرورة المصالحة وتوحيد الصف الأمريكي بعد فترة عصيبة من الانقسام والتشتت بسبب سياسات وقرارات ترامب الارتجالية والمتهورة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. وتعزز هذا الموقف الرمزي بتوجيه 17 نائبا جمهوريا رسالة إلى الرئيس الجديد أكدوا من خلالها تطلعهم للعمل معه بقناعة أن ما يجمع الأمريكيين أكثر مما يفرقهم.