إسرائيل تهدّم عشرات المباني الفلسطينية في الضفّة الغربية

بادين في رام الله لبحث التطورات الميدانية

بادين في رام الله لبحث التطورات الميدانية
  • القراءات: 754
ص. محمديوة ص. محمديوة

من المقرر أن يزور جو بادين نائب الرئيس الأمريكي هذا الأربعاء الأراضي الفلسطينية المحتلة لإجراء مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضمن جولة شرق أوسطية تقوده أيضا إلى الإمارات العربية المتحدة والأردن. وأكدت تقارير إعلامية أمريكية أن بادين لا يحمل في جعبته أية أفكار جديدة لاحتواء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وانه سيكتفي ببحث تطورات الأوضاع بالأراضي المحتلة والأفكار الفرنسية الرامية الى عقد مؤتمر دولي حول السلام في فلسطين. وهو ما يجعل بالقول أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد التفريط في دور الوسيط في القضية الفلسطينية الذي استأثرت به طيلة السنوات الماضية دون أن تنجح في تحقيق أي تقدم بسبب انحيازها المفضوح للطرح الإسرائيلي، وبالتالي ترك المجال أمام فرنسا للإمساك بزمام المبادرة في احتواء صراع هو الأقدم والأعقد في العالم. 

واستشعرت الولايات المتحدة الرغبة الفرنسية الملحة للعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهو ما جعلها تتحرك ضمن مسعى للإبقاء على ريادتها في تسيير الملف الفلسطيني. لكن مثل هذا التحرك الأمريكي قد لا يفيد في شيء في ظل تقليل الطرف الفلسطيني من سقف توقعاته إزاء أي تحرك أمريكي مقبل وواشنطن منشغلة بانتخابات الرئاسة المقبلة إضافة الى عدم إبداء استعداد كاف من قبل الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لتحريك العملية السياسية. وهو ما أكده احمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي قال في تصريحات صحافية امس أن القيادة الفلسطينية لم تبلغ بأية أفكار جديدة سيحملها بايدن في جولته للمنطقة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعملية السلام مع إسرائيل. ويدفع ذلك للتساؤل ما إذا كانت زيارة بادين للضفة الغربية هدفها ممارسة المزيد من الضغط على القيادة الفلسطينية لحملها على وقف انتفاضة فتيان السكاكين المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر وعجزت سلطات الاحتلال على وضع حد لها.

وإذا كان هذا هو الهدف غير المعلن من الزيارة فيمكن القول أن بادين سيعود من دون أن يتمكن من تحقيق مبتغاه إذا سلمنا أن انتفاضة السكاكين لا تخضع لتأطير أية جهة أو فصيل فلسطيني، وهي عفوية فجرها شباب في ريعان العمر سئموا من وضع احتلالي مقيت يكتم على أنفاس الشعب الفلسطيني منذ عقود من الزمن.  ويتأكد ذلك خاصة وأن إسرائيل وكعادتها استبقت زيارة بادين بهدم عشرات البنايات الفلسطينية من بينها مدرسة في شمال الضفة الغربية المحتلة خلال الأسبوع الماضي أصبحت على إثرها عشر عائلات دون مأوى. وأكد قسم الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في بيان صحافي أن سلطات الاحتلال هدمت الاربعاء الماضي 41 منشأة في قرية خربت تانا جنوب نابلس في شمال الضفة الغربية تشرد على إثرها 39 فلسطينيا من ضمنهم 11 طفلا. وتواصل إسرائيل سياسة هدم منازل ومباني الفلسطينيين من جهة ومن جهة ثانية تسريع وتيرة الاستيطان رغم الإدانة الدولية لمثل هذه الممارسة والمطالبة بوقف الهدم والاستيطان في فلسطين والتي لا يعيرها الكيان المحتل أية أهمية.