باحثون أمريكيون يؤكّدون

بإمكان بايدن التراجع عن إعلان ترامب حول الصحراء الغربية

بإمكان بايدن التراجع عن إعلان ترامب حول الصحراء الغربية
  • القراءات: 994
ق.د ق.د

لم يستبعد باحثون أمريكيون، إمكانية تراجع الرئيس المنتخب، جو بايدن عن القرار الذي اتخذه سلفه الجمهوري، دونالد ترامب بخصوص الصحراء الغربية والذي اعترف فيه بسيادة المغرب المزعومة على أراضي الإقليم المحتل، بقناعة أنه لا توجد أي دوافع استراتيجية تحول دون مراجعة هذا المنعرج المتهور في مواقف الدولة الأمريكية.

وعاد الباحثون، جوزيف هدلستون وهارشانا جوروهو ودانييلا أ. ماكيرا سردون في مقال مستفيض حول القضية الصحراوية نشرته مجلة "فورين بوليسي" المتخصصة في الشؤون الجيو ـ استراتيجية، إلى خلفيات وأبعاد الخطوة التي اتخذها دونالد ترامب يوم 10 ديسمبر الماضي عندما أعلن اعترافه بسيادة المغرب المزعومة على أراضي الصحراء الغربية.

وشدّد الباحثون الثلاثة في المقال على ضرورة تفادي تضخيم هذا التغير في السياسة الأمريكية، مع وجود أسباب وجيهة لإمكانية مراجعة المسار خاصة وأن الخطوة التي أقدم عليها دونالد ترامب "تمثل سابقة أفرزت إشكالية معقدة تمثلت في الاعتراف بسيادة قوة محتلة ممثلة في المغرب على إقليم مستعمر أو محتل، ونعني به الصحراء الغربية".

واعتبروا أن "القرار المتخذ يضم من حيث طبيعته ورمزيته أضرارا ومضاعفات يرثها الرئيس المنتخب، جو بايدن في مجال السياسة الخارجية بعد توليه منصبه في 20 جانفي الجاري".

وحدّد الباحثون في مقالهم ثلاثة أسباب تجعل من اعتراف ترامب بما يدعي من  "سيادة  المغرب على الصحراء الغربية " مناقضا للتوجهات السياسية السليمة بدءا من أن التغير في الموقف الجوهري المعلن للولايات المتحدة تجاه الإقليم المتنازع عليه لم يجسد مصلحة خاصة لواشنطن، ولكنه عكس مقايضة وثمنا دفع إلى إقناع المملكة المغربية بالموافقة على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

أما العامل الثاني فيتمثل في كون القرار، تزامن مع مرحلة دخلت فيها جبهة البوليزاريو والمغرب في مواجهة مسلحة ونزاع عاد إلى الواجهة على خلفية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين في 6 سبتمبر 1991، مشيرين في ذلك إلى "ملابسات حادثة ثغرة الكركرات والتدخل العسكري المغربي ضد المتظاهرين الصحراويين المدنيين المعتصمين واستخدام القوة في 14 نوفمبر ضمن تطوّرات دفعت جبهة البوليزاريو إلى الإعلان عن إنهاء وقف إطلاق النار مع المغرب والعودة إلى الكفاح المسلح".

ووفقا لـ"فورين بوليسي" فإن عوامل أخرى ساهمت في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك انتشار الطائرات المغربية من دون طيار في الصحراء الغربية وعقود من المساعي الأممية الفاشلة وهي التي ولدت لدى الشعب الصحراوي استياء متزايدا وخيبة أمل كبيرة.

وتابع الباحثون في نفس السياق أن العامل الثالث يكمن في كون الوجود المغربي في الصحراء الغربية غير قانوني وقد تم تأكيد ذلك منذ فترة طويلة من قبل الأمم المتحدة وعديد قرارات المحاكم الدولية، إذ تعتبر منظمة الأمم المتحدة، الصحراء الغربية إقليما محتلا ينتظر تصفية الاستعمار.

وخلص المقال إلى التأكيد على أن الحاضر الذي ولّد أزمة يوفر أيضا فرصة بالنسبة للولايات المتحدة والأمم المتحدة مع "إدارة أمريكية جديدة برئاسة جو بايدن تكون ملتزمة بعدالة مناهضة للاستعمار وبالتعاون الدولي كمسار لتسوية النزاع وتغتنم الفرص المتاحة لتمكين مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من تجسيد مسار استفتاء تقرير المصير والذي يمثل الحلّ النهائي للنزاع".