طباعة هذه الصفحة

كوهلر أمام أول امتحان لتسوية أقدم قضية تصفية استعمار

انطلاق المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليزاريو

انطلاق المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليزاريو
  • القراءات: 784
م. مرشدي م. مرشدي

تختتم، مساء اليوم، بمقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، أول جلسة مفاوضات مباشرة بين وفدي جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية برعاية من المبعوث الأممي الخاص، هورست كوهلر منذ ست سنوات ضمن مسعى أممي لإعادة تفعيل المسار السياسي لإنهاء أقدم قضية تصفية استعمار في إفريقيا.

وينتظر أن يعقد هورست كوهلر، في ختام هذه الجولة التفاوضية ندوة صحفية سيكشف من خلالها الأجواء التي دارت فيها المحادثات والأشياء التي تم التوصل إليها ومدى تفاؤله بعد تقييم أول جلسة مفاوضات ستكون مناسبة لإذابة الجليد العالق في مسار المفاوضات المتوقفة بين الجانبين منذ سنة 2012.  وإذا كان الجميع فضل التكتم عما دار في الجلسة الافتتاحية إلا أن حوار الأمس واليوم بين الرباط وجبهة البوليزاريو سيمكن دون شك المبعوث الأممي الخاص من استخلاص جملة من الحقائق حول مدى استعداد الطرفين لتحقيق تقدم على مسار الحل السياسي أو مواجهة نفس العقبات التي لاقاها من سبقه الى هذه المهمة وحالت دون حلحلة وضعية الاحتقان القائمة منذ ست سنوات.

وانطلقت الجلسة التي فضل كوهلر تسميتها بـ«المائدة المستديرة” لاستئناف المفاوضات بين طرفي هذا النزاع ضمن الدينامكية التي أحدثتها لائحة مجلس الأمن 2440 المصادق عليها نهاية شهر أكتوبر الماضي والتي دعت طرفي النزاع الى المشاركة فيها ”دون شروط مسبقة وبنية حسنة” قصد التوصل الى حل سياسي عادل ومستديم يقبله الطرفان ويسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية.

وجلس خطري أدوه رئيس الوفد الصحراوي المشكل وأمحمد خداد، المنسق الصحراوي مع بعثة ”مينورسو” وسيدي محمد عمر الممثل الصحراوي لدى الأمم المتحدة إضافة الى فاطمة المهدي، الأمينة العامة للاتحاد الوطني النساء الصحراويات ومستشار الأمانة العامة لجبهة البوليزاريو، محمد علي زروالي، وجها لوجه مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة ومدير المخابرات المغربية، ياسين المنصوري ورئيسي بلديتي العيون والداخلة المحتلتين.

كما حضر وفدا الجزائر وموريتانيا في هذه الجلسة بصفتهما بلدين مجاورين وملاحظين، وذلك تلبية لدعوة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر.

وقاد الوفد الجزائري وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، مرفوقا بالممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، صبري بوقادوم بينما مثل موريتانيا وزير الشؤون الخارجية والتعاون إسماعيل ولد الشيخ احمد وإطارات من وزارته.

وعمدت الأمم المتحدة إلى إصدار توجيهات إلى الأطراف المشاركة في المحادثات التي يشرف عليها من خلال مذكرة وزعتها عشية انطلاق المفاوضات حددت من خلالها الإطار العام لهذه الجلسة والأهداف المرجوة من عقدها.وتعد هذه الجولة من المفاوضات أكبر امتحان للرئيس الألماني السابق منذ استلامه مهامه كمبعوث أممي خاص الى الصحراء الغربية حيث سيقف على حقيقة مواقف الطرفين ومقاربة كل واحد منهما في التعاطي الايجابي مع المقترحات الأممية ومن منطلق أن اللقاء يعد محطة حاسمة لتقييم التطورات منذ الجولة الأخيرة من المفاوضات التي رعاها وزير الخارجية الامريكي الأسبق، جيمس بيكر بمنتجع مانهاست الامريكي سنة 2012.

وكان الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، رحب بقرار المغرب والبوليزاريو قبول دعوة مبعوثه الشخصي، للمشاركة في هذا الاجتماع حيث جدد دعمه لمبعوثه الشخصي ولجهوده الرامية إلى إعادة إطلاق عملية التفاوض، تماشيا مع قرار مجلس الأمن 2440 المؤرخ في 31 أكتوبر 2018 والذي حث طرفي النزاع على المشاركة بحسن نية ودون شروط مسبقة وبروح بناءة” في هذه المفاوضات.

وكان مجلس الأمن طالب في أكتوبر الماضي من المغرب و جبهة البوليزاريو استئناف المفاوضات ”دون شروط مسبقة و بنية حسنة” قصد التوصل إلى تسوية سياسية عادلة و مستدامة يوافق عليها الطرفان و تسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي”.