غواصات وسفن حربية لمواجهة قوارب صيد بدائية

انطلاق العملية الأوروبية ضد الهجرة السرية في المتوسط

انطلاق العملية الأوروبية ضد الهجرة السرية في المتوسط
  • القراءات: 685
أعطى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المجتمعين بالليكسمبورغ، أمس، "الضوء الأخضر" للقيام بأول عمليات عسكرية بحرية في عرض مياه البحر المتوسط بدعوى محاربة الهجرة السرية القادمة من إفريقيا. وذكرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فديريكا موغريني، أن العملية العسكرية لا تستهدف المهاجرين السريين ولكن هدفها الرئيسي يبقى أولئك الذين يتاجرون بحياتهم" في إشارة الى شبكات التهريب التي تشكلت في ليبيا لتهريب مئات الأفارقة الراغبين في التوجه الى القارة الأوروبية. وقالت موغريني أن المرحلة الأولى من هذه العملية ستنحصر فقط في جمع المعلومات حول هذه الشبكات والقيام بدوريات في أعالي البحر وخاصة على طول السواحل الليبية للمساعدة على تحديد نقاط انطلاق رحلات الموت من ليبيا باتجاه جزيرة لامبيدوزا الايطالية أو الشواطئ اليونانية.
وشددت مسؤولة السياسة خارجية الاتحاد الأوروبي على تقديم هذه التوضيحات وتحديد طبيعة العملية العسكرية حتى ترد على سيل الانتقادات التي وجهتها العديد من المنظمات الحقوقية الدولية لمثل هذه العملية. وخرج المئات من أنصار هذه المنظمات الحقوقية في مسيرات احتجاجية في عدد من العواصم الأوروبية للتنديد بالخطة الأوروبية الجديدة ضد المهاجرين الأفارقة وأكدت أنها تحد من حرية البشر في التنقل.
يذكر أن الدول الأوروبية سخرت لتنفيذ عملية "أو. إي. ناف فور ميد" (القوة البحرية الأوروبية في المتوسط) أكثر من ألف عسكري بقيادة الأميرال الايطالي اونريكو كرديندينو وتسخير خمس سفن حربية وغواصتين وثلاث طائرات حوامة بحرية وطائرات غير مأهولة وثلاث مروحيات. وتهدف العملية حسب واضعيها إلى تدمير قوارب تهريب البشر قبالة الشواطئ الليبية ضمن خطة للحد من تدفق آلاف المهاجرين الأفارقة الراغبين في بلوغ الشواطئ الايطالية أو اليونانية بشتى السبل والوسائل. وتجهل في حال تم تدمير هذه القوارب كيفية التعامل مع المهاجرين هل سيتم إرجاعهم من حيث جاءوا أو نقلهم الى إيطاليا أو اليونان أو أي بلد من البلدان الأوروبية الأخرى.
ويبقى مثل الأمر بمثابة إشكالية صعبة جعلت مسؤولي حكومات الدول الثماني والعشرين تجد صعوبة كبيرة في التوصل إلى إستراتيجية موحدة لمواجهة سيول الأفارقة الحالمين بالجنة  الأوروبية. يذكر أن الشواطئ الليبية عرفت منذ أكثر من عام تفريخ شبكات لتهريب المهاجرين الأفارقة استغل أصحابها الوضع الأمني المنفلت في هذا البلد  من اجل جعل مهمة توصيل هؤلاء المهاجرين تجارة مربحة رغم نهاياتها المأساوية في كثير من الحالات.
وكان غرق 800 مهاجر سري قبل شهرين بمثابة ناقوس الخطر الذي اتخذته الدول الأوروبية غطاء لاستخدام القوة العسكرية لمواجهة تداعيات أزمة إنسانية.