أكبر انتكاسة انتخابية لأحزاب الائتلاف الحكومي في ألمانيا

انجيلا ميركل تجني ثمار سياسة الهجرة

انجيلا ميركل تجني ثمار سياسة الهجرة
  • القراءات: 597
ق. د ق. د

زادت نتائج انتخابات إقليم بافاريا أول أمس، في هشاشة الائتلاف الحكومي الذي تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وجعل الشكوك تتسرب إلى حلفائها الذين بدأوا يتساءلون عن مستقبل الحكومة الائتلافية ستة أشهر فقط بعد تشكيلها. 

وزادت صحيفة ”بيلد” الواسعة الانتشار في تعزيز هذه الشكوك عندما وضعت لمقالها الرئيسي أمس، عنوان ”الائتلاف الكبير مجرد قبر” في إشارة قوية أن مستقبل ميركل، وحلفائها أصبح قاب قوسين أو أدنى من سقوط محتوم.

ووقفت المستشارة الألمانية على مثل هذه الحقيقة عندما اطلعت على نتائج حلفائها في مقاطعة بافاريا المشكلة لحزب وسط اليمين.

ورغم أن حزب ميركل، تصدر نتائج هذه الانتخابات البرلمانية الجهوية بعد أن حصل على نسبة 37 بالمئة من الأصوات، إلا أنه خرج ضعيفا بسبب نتائج الحزبين الحليفين، حيث لم يتمكن الحزب الاجتماعي الديمقراطي من تجاوز عتبة نسبة 10 بالمئة من الأصوات الأمر الذي جعل رئيسته اندريا نهالس، تطرح فكرة مناقشة بقاء حزبها في الائتلاف الحكومي خلال الأشهر القادمة من عدمه ستة أشهر فقط بعد قبلوها الانخراط فيه.

وذهب متتبعون لنتائج هذه الانتخابات إلى طرح احتمال استنجاد ميركل بحركة ”الناخبين الأحرار” اليمينية المستقلة للانضمام إلى الحكومة الجهوية في بافاريا، بينما ذهب آخرون إلى عدم استبعاد تشكيلها لحكومة أقلية رغم مخاطر سحب الثقة منها في أية لحظة من أحزاب المعارضة الأخرى التي رفضت إلى حد الآن الانضمام إلى ائتلاف المستشارة الألمانية.وهو احتمال مطروح في ظل الصعود اللافت لحزب الخضر الذي حصل على 18 بالمئة من الأصوات في انتخابات نهاية الأسبوع، بينما حصل الإيكولوجيون على المرتبة الثانية في هذه الانتخابات.

وهي كلها نتائج تقاطعت عند نقطة الدفع بميركل وحلفائها إلى طريق مسدود، بما يحتّم عليها البحث عن مخرج من هذا المأزق الذي جاء ليخلط عليها حساباتها سبعة أشهر فقط بعد تمكنها من تشكيل ائتلاف حكومي جاء بعد عملية قيصرية دامت لعدة اسابيع.

وهو ما جعل صحيفة ”دير شبيغل” تؤكد أنه إذا كانت انتخابات بافاريا شكلت مركز هزّة الزلزال السياسي الذي ضرب ألمانيا والمستشارة ميركل، فإن ارتداداته قد تمهد لتسوماني حقيقي قد يعصف بالحكومة الفدرالية يوم 28 أكتوبر الجاري، حيث ينتظر تنظيم انتخابات مماثلة في مقاطعة هيس والتي يحتمل أن يعرف حزب ميركل هزّة أقوى.

ويتأكد من خلال هذه النتائج أن مقاربة ميركل في التعاطي مع ملف الهجرة التي اعتمدتها لاستقبال مليون لاجئ سوري وعراقي قبل سنتين، بدا يلقي بضلاله على صورته في المشهد السياسي الألماني، حيث تحول إلى كابوس حقيقي حتى في صفوف حزبها الذي تعالت الأصوات في داخله برفض فتح الحدود الألمانية بتلك الصورة التي هزّت كيانات حتى دول الاتحاد الأوروبي التي تباينت مواقفها بين رافض ومؤيد لها.