في موقف أثار الاستغراب والدهشة

الولايات المتحدة ترفض وقف العدوان على قطاع غزة

الولايات المتحدة ترفض وقف العدوان على قطاع غزة
  • القراءات: 830
ق. د ق. د

عرقلت الولايات المتحدة للمرة الثالثة على التوالي كل مسعى للمصادقة على لائحة أممية على مستوى مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحماية المدنيين وخاصة الأطفال ضمن موقف يثير الاستغراب، ويدفع إلى التساؤل حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تريد تمكن الاحتلال من مواصلة عمليات الإبادة ضد الفلسطينيين في الضفة  والقطاع.

وتقدمت تونس والنرويج والصين منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بمشروع لائحة دعت من خلاله إلى وقف العمليات العسكرية وتجنيب المدنيين عمليات الاستهداف التي طالتهم جراء الحرب المفتوحة في فلسطين المحتلة، إلا أن الولايات المتحدة  اعترضت خلال الجلسات الثلاثة المفتوحة التي خصصت لمناقشتها، على مضمونها بذريعة أنها تفضل انتظار نتائج الاتصالات الدبلوماسية التي تجريها مع مختلف الأطراف غير مكترثة بعشرات الأبرياء من النساء والأطفال الذين يتم ردمهم يوميا تحت أنقاض منازلهم جراء عمليات القصف الاسرائيلي على الأهداف الفلسطينية في قطاع غزة. 

وتمسكت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن بموقفها المثير للاستغراب وقد دخلت حرب الابادة الاسرائيلية أسبوعها الثاني وسط إصرار من الوزير الأول الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو على مواصلة عملياته العسكرية غير عابئ بنداءات مختلف القوى الدولية من اجل وقف مجازر قواته المقترفة في حق الأبرياء. وقال سفير إحدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لم يشأ الكشف عن هويته، أمس، أن الأعضاء الآخرين لم يطلبوا من الولايات المتحدة سوى دعم مشروع اللائحة يستعمل نفس العبارات التي تدافع عنها بينما أبدى سفير دولة أخرى استغرابه من الموقف الأمريكي المحير وخاصة وأن العالم ـ كما قال ـ ينتظر عودة الولايات المتحدة إلى تبني الدبلوماسية المتعددة الأطراف بعد قطيعة فرضها الرئيس الامريكي المغادر، دونالد ترامب.

وأضاف أن المجموعة الدولية كانت تنتظر من الولايات المتحدة تبني موقف أكثر حزما لتأكيد صرامة مجلس الأمن في التعامل مع مثل هذه الوضعيات الاستثنائية في تلميح إلى خيبة أمل دولية حول إمكانية تغيير الإدارة الأمريكية مواقفها تجاه القضايا الدولية. وشدّد ستيفان دوجاريك الناطق باسم الامم المتحدة التأكيد ردا على موقف الرفض الأمريكي على أهمية إصدار موقف موحد لأعضاء مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان. ويأتي فشل مجلس الأمن في المصادقة على مشروعة لائحة عشية عقد الجمعية العامة الأممية بعد غد الخميس جلسة عامة لنقاش مفتوح يتناول تطوّرات الحرب الدائرة في فلسطين المحتلة دعت إليه الجزائر والنيجر.

وعاش سكان قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي منذ بدء العدوان  جحيما حقيقيا في ظل عدم توقف عمليات القصف الجوي والمدفعي على إحياء آهلة بالسكان ليلا ونهارا، جعلت قرابة 100 ألف من بينهم ينزحون في كل الاتجاهات هربا من قصف مفاجئ قد يطالهم وخاصة وأن قوات الاحتلال تعمد إلى قصف الأحياء السكنية بدعوى إنها ملاجئ لعناصر المقاومة التي تجعل منهم دروعا بشرية للاحتماء بهم.

وذكرت تقارير إعلامية متابعة لتطوّرات الجرائم الاسرائيلية إن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ طيلة نهار أمس وليلة الأحد إلى الاثنين مئات الغارات الجوية استهدفت مئات البنايات السكنية ليجد قاطنوها ممن كتبت لهم الحياة أنفسهم في العراء وسط ظروف مأساوية انعدمت فيها أدنى مقومات العيش. وحسب تقارير فلسطينية فإن الطيران الإسرائيلي تعمد أيضا تدمير البنى التحتية من طرقات ومشافي ومحطات لتوليد الكهرباء  ومدارس في مختلف مدن قطاع غزة ضمن خطة مدروسة لتعميق درجة المأساة التي يعيشها سكان هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية منذ 15 سنة جراء الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم.

مليونا فلسطيني مهدّدون بكارثة إنسانية

وضعية كارثية جعلت برنامج الغذاء العالمي يناشد المجموعة الدولية توفير مواد أساسية لأكثر من 50 ألف فلسطيني أصبحوا على حافة خطر الموت بسبب انعدام المواد الغذائية الأساسية دون الحديث عن المستلزمات الطبية التي يتطلب الوضع لعلاج إلاف المصابين جراء العدوان الحربي الإسرائيلي.

وأكدت كورين فيشر المديرة الاقليمية لبرنامج الغذاء العالمي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن الغزاويين يعيشون أصلا على عتبة مجاعة منذ فرض الحصار عليهم وهم لذلك لا يستطيعون تحمّل تبعات العدوان الجديد، خاصة وأن جائحة كورونا أثرت على وضعهم الاجتماعي بشكل كارثي وقالت إن أكثر من ثلثي سكان قطاع غزة المقدر بأكثر من مليونيْ شخص يعانون من حالة جوع حقيقية وبطالة مست 45% من إجمالي اليد العاملة فيها. كما ناشد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، المجتمع الدولي مساعدتها في مواجهة الكارثة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة جراء العدوان  العسكري الصهيوني على القطاع المحاصر. وقال لازاريني، إن أكثر من 34 ألف فلسطيني لجأوا إلى مراكز الوكالة الأممية من دون ماء أو طعام أو رعاية صحية، مضيفا أن عديد طلاب مدارس الوكالة قتلوا جراء العمليات العسكرية الصهيونية في غزة.