رئيس الوزراء القطري أمام مجلس الأمن:
الهجوم الصهيوني يضع النظام الدولي أمام اختبار حقيقي

- 154

اعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمان بن جاسم آل ثاني، أن الهجوم الصهيوني الغادر على بلاده يضع النظام الدولي برمّته أمام اختبار حقيقي، باعتباره انتهاكا سافرا لسيادة دولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة، قامت به قيادة متطرّفة بعيدة كل البعد عن سلوك الدول المتحضرة المؤمنة بالسلام.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمان، في كلمة له خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، أول أمس، إن الكيان الصهيوني "بقيادة المتطرّفين المتعطّشين للدماء تجاوز جميع الحدود التي تفرضها الأعراف والقوانين الدولية، بل حتى أبسط الأصول الأخلاقية في التعامل ليس مع الدول بل حتى بين البشر.. ولم يعد ممكنا التنبّؤ بما يمكن أن يفعله"، مشيرا إلى أنه "لا يجب الاستسلام لغطرسة هؤلاء المتطرّفين، بل السعي سعيا حثيثا نحو حل الدولتين".
وأضاف أن قادة الكيان الصهيوني "مصابون بالغرور وسكرة القوة لأنهم ضمنوا الإفلات من العقاب"، مثمّنا التضامن الذي أبداه أعضاء المجلس الدولي بعد الهجوم الصهيوني الغادر على دولة قطر، وأوضح أن الهجوم الصهيوني استهدف حيا سكنيا مليئا بالمدارس والبعثات الدبلوماسية، وبمبان معروفة للجميع بأنها مقر لوفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المفاوض.
كما شدّد رئيس وزراء قطر، على أن هذه الأخيرة تؤمن إيمانا كاملا بأهمية الوساطة ودورها كبارقة أمل لحل النزاع الدامي في فلسطين، وأن الدوحة قد اختارت السلام منهجا ولن يردعها عنه من وصفهم بدعاة الحرب والدمار. وأضاف "قطر تؤكد على أنها ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي دون تردد".
وبخصوص التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزّة، عقب الهجوم الصاروخي على الدوحة، أكد رئيس الوزراء القطري، أن نتنياهو "خرج بتبريرات شائنة وتفسيرات مغلوطة للعدوان". وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمان، إن الاعتداء على قطر كشف أن تحرير الأسرى لا يمثل أولوية لمسؤولي الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أنه لا يمكن لدول المنطقة وشعوبها القبول بهذا السلوك الصهيوني والخطاب المرافق له.
وفي سياق موجة الإدانة الدولية العارمة للهجوم الصهيوني على قطر، أكدت منظمة العمل العربية، استنكارها الشديد للاعتداء، مشددة على دعمها للخطوات الدبلوماسية التي اتخذتها دولة قطر بإحالة القضية إلى الأمم المتحدة. وأشارت المنظمة، إلى أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر وحرمة أراضيها، وخرقا فاضحا لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أن احترام سيادة الدول العربية وحرمة أراضيها مبدأ غير قابل للمساومة.
وجددت تضامنها الكامل مع دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا، داعية المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن الدولي، إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ إجراءات رادعة لوقف هذه الانتهاكات وضمان مساءلة الكيان المحتل الغاصب، ولفتت إلى أن هذا التصعيد الخطير باستهدافه شخصيات سياسية في الدوحة خلال مسار تفاوضي يقوّض الجهود الدولية والإقليمية، ومسار الوساطة الذي تضطلع به دولة قطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة. من جانبه أكد مندوب باكستان، لدى الأمم المتحدة تضامن بلاده الكامل مع دولة قطر حكومة وشعبا، ودعمها لحق الدوحة في اتخاذ أي تدابير لحماية أمنها وسيادتها وذلك بعد الهجمات التي شنّها الكيان الصهيوني على مدينة الدوحة.
وشدّد في كلمة خلال جلسة طارئة أول أمس الخميس، لبحث تداعيات الهجوم الصهيوني على العاصمة القطرية الدوحة، على التزام إسلام أباد بدعم الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن الهجوم الصهيوني على العاصمة القطرية الدوحة غير مبرر وغير قانوني، ويشكل انتهاكا صارخا لسيادة قطر وسلامتها الإقليمية، علاوة عن مخالفته لبنود ميثاق الأمم المتحدة. وأكد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي ومركزية ميثاق الأمم المتحدة، مشددا على أن السلام المستدام في المنطقة لن يتحقق إلا عبر تسوية شاملة تنهي الاحتلال وتفضي إلى إقامة دولة فلسطينية متصلة الأراضي.