حيدر العبادي يعلن رسميا استعادة السيطرة على مدينة الموصل

الموصليون يقفون على حجم الدمار الذي خلّفه "داعش"

الموصليون يقفون على حجم الدمار الذي خلّفه "داعش"
  • القراءات: 1630
م/ مرشدي م/ مرشدي

تمكن الجيش العراقي بعد تسعة أشهر من معارك ضارية خاضها ضد تنظيم الدولة الإسلامية من تحرير مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد في أكبر انتصار يحققه على عناصر هذا التنظيم منذ ظهوره في العراق قبل سنوات.

 

انتقل الوزير الأول العراقي حيدر العبادي، أمس، إلى مدينة الموصل للوقوف على الإنجاز الميداني الكبير الذي حققته قوات الجيش النظامي ضد فلول هذا التنظيم الذي أصيب بأكبر انتكاسة ميدانية، وهو الذي كان يريد أن يجعل من هذه المدينة الإستراتيجية عاصمة لما يسميه بـ "دولة الخلافة".

وحيا العبادي، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة وهو يرتدي الزي العسكري القوات العراقية على هذا الانتصار الذي قال إنه انتصار لكل الشعب العراقي وبداية فعلية لانهيار وشيك لهذا التنظيم الإرهابي.

وتم بالمناسبة رفع العلم العراقي  فوق الجسور الخمسة المحررة بين ضفتي نهر دجلة الذي يقسم مدينة الموصل إلى جزئين كإعلان رسمي عن تحريرها بشكل نهائي من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.وأعطى العبادي، توجيهات لقيادة القوات العراقية للاستمرار في ملاحقة فلول عناصر التنظيم الإرهابي حتى القضاء عليهم وفرض الأمن في كل المدينة حفاظا على أرواح المدنيين والنازحين".

ورغم أن الإنجاز الذي حققته القوات العراقية يبقى كبيرا بالنظر إلى القدرات العسكرية التي سخرها التنظيم الإرهابي، والتحصينات التي أقامها للمحافظة على مكاسبه في هذه المدينة الإستراتيجية، إلا انه فشل في مسعاه بعد أن سخرت السلطات العراقية تعزيزات عسكرية غير مسبوقة لتحريرها ضمن خطة  مرحلية بدأها الجيش العراقي بتحرير الجزء الغربي للمدينة شهر أكتوبر الماضي، قبل مرحلة تحرير الجزء الشرقي منها شهر فيفري.وهو ما جعل المعارك تزداد ضراوة كلما شعر التنظيم الإرهابي باشتداد الخناق من حوله، وهو ما أدى في النهاية إلى فرار عناصره رغم التحصينات والعمليات الانتحارية التي اعتمدها من أجل تأخير سقوط المدينة واستعادة السيطرة عليها من طرف القوات النظامية.وتنفّس سكان المدينة الصعداء أمس، بعد انتهاء كابوس تنظيم "داعش" الذي كتم على أنفاسهم طيلة ثلاثة سنوات مما أرغم قرابة مليون من بينهم على النزوح من منازلهم فرارا من جحيم ممارسات عناصر التنظيم وانتهاكاتهم في أكبر مأساة إنسانية عايشوها إلى الحد الذي تم تحويلهم إلى دروع بشرية لحماية مقاتليه من هجمات القوات النظامية.   

ورغم هذا المكسب الهام إلا أن الحرب ضد التنظيم مازالت طويلة، وهو الذي مازال يحتل مدنا عراقية لا تقل أهمية ومن بينها مدن تلعفر الواقعة على بعد 50 كلم إلى الغرب من مدينة الوصل، والحويجة الواقعة على بعد 300 كلم إلى الشمال من العاصمة بغداد، ومساحات شاسعة من محافظة الأنبار في غرب البلاد ومدينة القايم على حدود سوريا التي جعل منها نقطة وصل مع مقاتلي التنظيم في مختلف المدن السورية.

وهو ما جعل متتبعين يؤكدون أن سقوط الموصل سيضعف التنظيم  وشكل ضربة معنوية قوية لعناصره، إلا أن الحديث عن انهياره يبقى سابقا لأوانه تماما كما هو الشأن بالنسبة لاندحاره بشكل نهائي في كل العراق.

والمؤكد أن الموصليين بعد أن انزاح كابوس التنظيم سيقفون بداية من اليوم، على حجم الكارثة التي ألمت بمدينتهم وممتلكاتهم التي تركوها  بين أيدي مرتزقة قدموا من كل الدول للانضمام إلى صفوف هذا التنظيم بدعوى الجهاد الزائف، لتبدأ بعدها مرحلة إعادة بناء ما دمرته حرب التسعة أشهر والمآسي الإنسانية التي خلّفتها.