طوارئ في قصر الاليزي بعد نتائج حزب الرئيس في الانتخابات البلدية

"الموجة الخضراء " هل تنهي زخم "الجمهورية إلى الأمام" في فرنسا،،، ؟

"الموجة الخضراء " هل تنهي زخم "الجمهورية إلى الأمام" في فرنسا،،، ؟
"الموجة الخضراء " هل تنهي زخم "الجمهورية إلى الأمام" في فرنسا،،، ؟
  • القراءات: 828
م. م م. م

عقد، مساء أمس، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اجتماعا يمكن وصفه بـ"الطارئ" مع وزيره الأول، إدوارد فليب، على خلفية الانتكاسة الانتخابية التي مني بها الحزب الحاكم "الجمهورية إلى الأمام " خلال الدور الثاني من الانتخابات المحلية التي فاز بها حزب الخضر اليساري. م. مرشدي

وتساءلت مصادر فرنسية عما إذا كان الرئيس ماكرون سيأخذ بعين الاعتبار الصعود القوي لهذا الحزب ومعه التيار اليساري في فرنسا من خلال اللجوء إلى تعيين وزير أول جديد أو الاكتفاء بإجراء تعديل حكومي يأخذ بعين الاعتبار نتيجة انتخابات، أول أمس، ولو إلى حين؟

وكرست نتائج الدور الثاني للانتخابات البلدية، أول أمس، حقيقة تراجع شعبية حزب الرئيس، إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام" كقوة فاعلة في المشهد السياسي الفرنسي أمام زحف لافت للأحزاب الإيكولوجية التي فازت بعدد لا يستهان به من المجالس البلدية في كبريات مدن البلاد.

ودقت مختلف الأحزاب السياسية التقليدية الفرنسية ومعها الحزب الحاكم، بسبب ذلك ناقوس الخطر جراء هذا الصعود لحزب كان يؤدي إلى وقت قريب أدوارا ثانوية في مختلف الانتخابات الفرنسية إلا أنه قلب هذه القناعة المترسخة هذه المرة محققا فوزا "تاريخيا" ببلديات كبريات مدن البلاد.

وحاول الرئيس، إيمانويل ماكرون، ضمن هذه الانتكاسة إرجاع فشل حزبه في المحافظة على ريادته للمشهد السياسي إلى نسبة  المشاركة التي تقهقرت إلى أدنى من 40 بالمئة بعد مقاطعة اكثر من 60 بالمئة من الناخبين مكاتب التصويت ضمن تصرف عقابي زاده  تفشي جائحة "كورونا" تراجعا أكبر.

ورغم الإقرار بتأثير هذين المعطيين، إلا أن ذلك لا ينفي الصعود القوي لحزب الخضر ضمن ما وصفته تعاليق وسائل الإعلام الفرنسية بـ"الموجة الخضراء" التي اكتسحت مشهدا كان حكرا على أحزاب يمين الوسط واليمين المتطرف.        

وفاز مرشحو حزب الخضر بمجالس بلديات مدن ليون ومارسيليا وبوردو بينما بقيت بلدية باريس بين أيدي الحزب الاشتراكي بعد أن تمكنت، آن هيدالغو الفوز برئاستها بأكثر من 50 بالمئة من أصوات الناخبين.

وتراجع في مقابل ذلك حضور حزب الرئيس "الجمهورية إلى الأمام" ومعه حزب "الجمهوريون" الليبرالي و"التجمع الوطني" الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة السابقة ضمن معطيات أكدت  بوادر لإعادة تشكيل الخارطة السياسية  الفرنسية  لصالح حزب الخضر في تكريس لموجة عودة الأحزاب اليسارية ووسط اليسار في عديد الدول الأوروبية.

وهي حقيقة جاءت لتؤكد فشل السياسات الليبرالية المنتهجة إلى حد الآن في فرنسا ومختلف دول الاتحاد الأوروبي والتي جعلت الناخبين الأوروبيين يغيرون قناعتهم السياسية هذه المرة باتجاه أحزاب حماية البيئة التي التزمت بإجراءات اجتماعية واقتصادية واعدة.

واذا كان التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان حافظ على بلدية باربنيان فان حزب الجمهوريين اليميني خسر بلدية مارسيليا وبوردو وليون لصالح الخضر ولم يحتفظ سوى ببلدية مدينة تولوز.   

ولم تخف سبيث ندياي الناطقة باسم الحكومة الفرنسية حسرتها على ما وصفتها بالنتائج المخيبة لحزب الرئيس الذي لم يتمكن من تأكيد قوته مرجعة ذلك إلى خلافات داخلية خرجت إلى العلن وأثرت بشكل مباشر على النتائج النهائية لحزبها باستثناء تمكن الوزير الأول إدوارد فليب الذي لم يرتد قباعة حزب "الجمهورية إلى الأمام" من  الفوز بانتخابات بلدية لوهافر مسقط رأسه.

فهل معنى ذلك أن الحزب الذي أسسه الرئيس الفرنسي ليكون سنده السياسي في المناسبات الانتخابية دخل مرحلة الانكماش بعد أن فقد ذلك الزخم الذي رافق انتخاب الرئيس ماكرون قبل ثلاث سنوات أم أن نتائج الانتخابات المحلية ما هي إلا عثرة طريق بإمكان الحزب تداركها عامين قبل انتهاء العهدة الرئاسية الحالية؟