أكثر من 8 آلاف شهيد وما يزيد عن 21 ألف جريح في غزة

المقاومة تتصدى لتوغلات قوات الاحتلال

المقاومة تتصدى لتوغلات قوات الاحتلال
  • القراءات: 595
ص.م ص.م

واصلت طائرات ومدفعية الاحتلال في اليوم 23 من العدوان الصهيوني قصفها لمناطق متفرقة من قطاع غزة في وقت عجزت فيه قواته البرية من تنفيذ تهديداتها بالتوغل البري في ظل تصدي عناصر المقاومة الفلسطينية لعدد من المحاولات الفاشلة لجنود الاحتلال، بكل ما يتوفرون عليه من دعم أمريكي مادي وعسكري ومعدات وأسلحة متطوّرة.

تصدّت المقاومة الفلسطينية، أمس، باستخدام سلاح "الهاون" لآليات جيش الاحتلال داخل السياج الفاصل وخارجه، وسط اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والمضادة للدروع مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال غرب غزة، وفي وقت حاول فيه جيش الاحتلال التوغل في مناطق جديدة مثل محور بيت حانون تصدت له المقاومة بما دفع قواته للتراجع.

وأكدت تقارير إعلامية أن قوات الاحتلال فشلت في تنفيذ أي تدخل بري بعدما كانت تهدّد بعملية عسكرية برية واسعة النطاق، مشيرة إلى عدم وجود أي تقدم بري إسرائيلي في أحياء سكنية على كل محاور قطاع غزة. كما أشارت إلى أن ما جرى في بعض المحاور يتعلق بتمركز قوات الاحتلال في أماكن فارغة قريبة جدا من الحدود، حيث دارت اشتباكات مسلحة معها منذ أيام. ورغم ما يروّج له الاحتلال الصهيوني من تمكنه من تنفيذ اجتياح بري محدود لمناطق في قطاع غزة، إلا أن كتائب القسام باغتته بتنفيذ عملية إنزال خلف الخطوط في موقع "ايرز" أي أنها تسللت من خلف الحدود. تأتي هذه التطوّرات بالتزامن مع ما كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس، عن مسؤولين أمريكيين بأن إسرائيل أوقفت خطط اجتياح بري واسع النطاق لقطاع غزة واستعانت بتوغلات محدودة، بما يتماشى مع اقتراح من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن. بالمقابل واصل الطيران الحربي الصهيوني ومدفعيته قصف عدة مناطق في محيط المستشفى الإندونيسي وبيت لاهيا وشرق حي الشجاعية ومنطقة الشيخ زايد وحي التفاح وغيرها من المناطق شمال القطاع، مخلفة سقوط مزيد من الضحايا.

كما لم يتوقف من استهداف الأحياء السكنية والمنشآت والمباني والطرقات وغيرها من البنى التحتية وإطلاق مزيد من التهديدات بقصف المستشفيات، ليتحوّل قطاع غزة إلى قطع من اللهب منذ الليلة الجمعة إلى السبت في ظل انقطاع شبكتي الاتصالات والإنترنت، التي عادت، أمس، بشكل تدريجي، بما تسبب في إحداث شلل كامل في قدرات المنظومة الصحية وحركة مركبات الإسعاف والطواقم الطبية.

وتجاوزت بذلك حصيلة الشهداء في اليوم 23 من هذا العدوان الدموي 8 آلاف شهيد نصفهم تقريبا من الأطفال إضافة إلى أكثر من 21 ألف جريح دون الحديث عن حجم الدمار والخراب الهائلين والكارثة المتعددة الجوانب إنسانية وصحية وبيئية.

حجم المجازر غير مسبوق في فترة انقطاع الاتصالات

مع استمرار القصف الصهيوني الدموي، وما يسببه من تراكم الأنقاض في كل مكان، لم تتمكن فرق الإنقاذ والإسعاف في غزة من الوصول لمئات المفقودين تحت الأنقاض كما فاقم قطع الاتصالات هذه المعاناة. وأعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة عن الارتفاع الكبير في عدد الشهداء خلال فترة انقطاع الاتصالات والإنترنت التي استمرت ثلاثة أيام متتالية، بما يكشف المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني خلال فترة انقطاع خدمات الاتصالات.

وقال المتحدث باسم الجهاز، محمود بصل، "فوجئنا بحجم الدمار وعدد الجثث بعد عودة الاتصالات هناك عدد كبير من الشهداء تحت الأنقاض حتى هذه اللحظة يصعب الوصول إليهم"، مضيفا أن مواطنين قد أبلغوا الدفاع المدني بوجود أصوات تحت الأنقاض حتى الآن.

وقد أكدت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن "حجم المجازر التي يرتكبها الاحتلال منذ صباح أمس، غير مسبوق وقد أوقعت مئات الشهداء والجرحى". وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تدق مجددا ناقوس الخطر معربة عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بحدوث قصف للطائرات الحربية الصهيونية بالقرب من مستشفيي الإندونيسي والشفاء في قطاع غزة.

وشدّدت على أن المستشفيات في جميع أنحاء القطاع تعمل بالفعل بما يفوق أقصى طاقتها، وهي غير قادرة على استيعاب الارتفاع الكبير في أعداد المرضى والجرحى فيما تؤوي آلاف المدنيين. وذكرت بضرورة اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك العاملون في مجال الصحة والمرضى والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف.