يومان قبل قرار إسرائيل ضم هضبة نهر الأردن والقدس الشريف

المقاومة الفلسطينية تحذر من مخاطر "إعلان حرب" بالمنطقة

المقاومة الفلسطينية تحذر من مخاطر "إعلان حرب" بالمنطقة
المقاومة الفلسطينية تحذر من مخاطر "إعلان حرب" بالمنطقة
  • القراءات: 1907
م. مرشدي م. مرشدي

تقاطع موقفا السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في رفض كل مسعى إسرائيلي ـ أمريكي لضم أراض فلسطينية جديدة، واعتبارهما خطة الاحتلال لتكريس "صفقة القرن" مرفوضة وإعلان حرب ضد الشعب الفلسطيني ومساس بحقه في إقامة دولته المستقلة.

ففي الوقت الذي أكد فيه نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية رفض كافة أشكال الضم الإسرائيلية أكدت قيادة حركة "حماس" التي تسطير على قطاع غزة، أن كل خطوة لضم أراضي فلسطينية يعتبر بمثابة "إعلان حرب".

وقال ابوردينة إن كل الأطراف الفلسطينية ترفض مخططات الضم والخرائط الأميركيةالإسرائيلية من حيث المبدأ، سواء كانت مخططات ضم كاملة أو جزئية، مؤكدا على أن كل  تسوية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مبدأ "حل الدولتين" وبما ينهي الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

وبلهجة أكثر حدة، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية، إقدام حكومة الاحتلال على ضم أراضي فلسطينية سيكون بمثابة إعلان حرب في موقف من شأنه أن يجعل الوضع في قطاع غزة مفتوحا على كل الاحتمالات بما فيها حصول انزلاق عسكري  جديد في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية تماما كما حصل سنة 2014.

وحذر أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" من إقدام حكومة الاحتلال على تنفيذ الصفقة الأمريكية متوعدا برد قاس على كل خطوة في هذا الاتجاه وقال إن "العدو سيعض أصابعه" في حال تجرأ على اتخاذ أي قرار للاستيلاء على هضبة نهر الأردن التي تضم اخصب الأراضي الفلاحية وتعتبر العمق الغذائي للدولة الفلسطينية المستقبلية أو اعتبار مدينة القدس الشريف عاصمة موحدة.

ولكن القيادي العسكري لكتائب عز الدين القسام لم يوضح سبل تنفيذ وعيده وما اذا كان الوضع سيتجه إلى حرب جديدة مع المحتل الإسرائيلي مع كل التبعات التي يمكن أن تترتب عنها في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة منذ جوان 2007 وفي ظل تفشي جائحة "كورونا" في أوساط سكان هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية.

ويأتي موقف حركة حماس في سياق مظاهرات يومية تشهدها مختلف مدن القطاع منذ عدة أسابيع وتزامنا مع تصريحات مختلف المسؤولين الإسرائيليين بشغفهم في تسريع تجسيد خطة الضم التي أقرها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ضمن ما أصبح يعرف بـ "صفقة القرن".

وينتظر أن تشرع حكومة الثنائي بنيامين نتانياهو وبيني غانز الائتلافية في إسرائيل بداية من بعد غد الأربعاء في أولى قرارات الضم التي ستشمل أراضي واسعة في هضبة نهر الأردن  والأغوار والبحر الميت ومئات المستوطنات التي تعمدت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على زرعها على مدار العقود الأخيرة  في قلب الضفة الغربية ضمن ورقة أمر واقع مفروض على الشعب الفلسطيني لحرمانه في حقه في إقامة دولته المستقلة.

وهو واقع جعل السلطة الفلسطينية تدخل سباقا ضد الساعة من اجل تحقيق إجماع دولي رافض للخطة الأمريكية ـ الإسرائيلية الرامية إلى تكريس سياسة الأمر الواقع ضمن اكبر خطوة لتجسيد حلم قيام دولة إسرائيل الكبرى.

ولم يخف نتانياهو في توالي تصريحاته منذ تشكيل الحكومة الائتلافية أنه متحمس للبدء في استغلال "الفرصة التاريخية" التي منحها إياه الرئيس الأمريكي  لترسيخ حلم واضعي النظرية الصهيونية الداعية إلى إيجاد ارض للشعب اليهودي على أرض فلسطين التاريخية.

وفي انتظار الخطوة الإسرائيلية القادمة وطبيعة الرد الفلسطيني فقد أكدت مصادر فلسطينية أن حركة حماس دخلت في اتصالات مكثفة مع مختلف فصائل المقاومة الأخرى من اجل تنسيق مواقفها والعمل على وضع استراتيجية لمواجهة أية تطورات قد تفرزها تطورات الأيام القادمة.