الصحراء الغربية
المقاربة المسلحة لم تلغ من خيارات البوليزاريو

- 953

تختتم غدا أشغال المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليزاريو بعد خمسة أيام من الجلسات المغلقة، تم خلالها تشريح الراهن الصحراوي وبحث بدائل الكفاح التحرري على خلفية مضمون القرار الأممي الأخير، وكذا انتخاب قيادة جديدة للجبهة وأمينها العام الذي سيتولى مهام رئيس الجمهورية الصحراوية.
وينتظر أن يكون البيان الختامي لأشغال المؤتمر بمثابة "وثيقة إطار"، ستحدد التوجه السياسي لجبهة البوليزاريو خلال الأربع سنوات القادمة انطلاقا من النقاشات التي أثارها المؤتمرون حول ماهية الخيارات الأفضل التي يتعين اتباعها لمواصلة النضال التحرري للشعب الصحراوي.
وجدد الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي التأكيد على بقاء خيار الكفاح المسلح مطروحا على طاولة البدائل المتاحة لتحقيق الاستقلال في حال عجزت الأمم المتحدة عن حلحلة الوضع الذي لم يعد يطاق.
وقال على هامش مأدبة عشاء أقامها في ساعة متأخرة من ليلة السبت إلى الأحد، على شرف الوفود المشاركة في فعاليات المؤتمر إن "الشعب الصحراوي سيجد نفسه مضطرا للعودة إلى الكفاح المسلح من أجل الدفاع عن حقه غير القابل للتصرف"، مضيفا أن مثل هذا الخيار كان دائما مطروحا ضمن خيارات الجبهة التي لم يطرأ على استراتيجيتها أي تغيير منذ احتلال المغرب للأراضي الصحراوية قبل أكثر من أربعة عقود.
وقال الرئيس غالي، إن قرار وقف إطلاق النار الموقع شهر سبتمبر سنة 1991 فرضته جهود الأمم المتحدة، لكنه لم يطبق بجدية على أرض الواقع في ظل عدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، وتجاهله لمعاناة الشعب الصحراوي وصبره، وهو ما نمى الشعور بالسخرية لدى الشعب الصحراوي الذي لم يعد يهمه الأمر.
وتتواصل اليوم أشغال هذا المؤتمر المنعقد ببلدة تيفاريتي بالأراضي الصحراوية المحررة لليوم الرابع على التوالي، في جلسات مغلقة سمحت لممثلي مختلف الفعاليات الصحراوية بعرض لوائح قراراتهم في اللجان التحضيرية تمهيدا لصياغة مشاريع القرارات النهائية للمؤتمر بعد إعادة النظر في المواد المطروحة وإدخال تعديلات على مضامينها، بالإضافة إلى تنصيب لجنة الانتخابات والمصادقة عليها.
وقال أبي بشرايا البشير، الناطق الرسمي باسم المؤتمر، إن المؤتمرين ناقشوا خلال الثلاثة أيام الأولى من أشغال المؤتمر أفضل الخيارات للتعاطي مع العملية السياسية الأممية والتي سيتم من خلالها مراجعة طريقة التعامل مع المنتظم الأممي خاصة على خلفية قرار مجلس الأمن الدولي الأخير.
وكشف أبي بشرايا البشير ممثل جبهة البوليزاريو في فرنسا عن مناقشة المؤتمرين للتقرير الأدبي والمالي للأمانة الوطنية للجبهة خلال الأربع سنوات الفاصلة بين المؤتمر الرابع عشر والمؤتمر الحالي، وأكد أن البيان الختامي سيحدد الإطار العام لخارطة الطريق المستقبلية بشكل تفصيلي من أجل اتخاذ القرارات الضرورية المتماشية مع ما تفرضه تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية، خاصة في ظل التهديدات المغربية التي عكستها الأحداث في منطقة الكركرات الفاصلة بين الأراضي الصحراوية والأراضي الموريتانية.
وأكد أبى بشرايا من جهة أخرى، أن المشاركة القوية لعدة وفود أجنبية من مختلف القارات في أشغال هذا المؤتمر عكس "مدى اتساع رقعة التضامن الدولي مع قضية الصحراء الغربية" من أقصى غرب الكرة الأرضية إلى أقصى شرقها وشكل ذلك رسالة "قوية" لمواصلة النضال من خلال استعمال كل الوسائل المتاحة لتمكين الصحراويين من حقهم المشروع في تقرير مصيرهم.
وقال المتحدث إن المداخلات المتميزة لرؤساء هذه الوفود شكلت رسالة دعم وتحفيز للشعب الصحراوي لمواصلة مسيرته التحررية إلى غاية تحقيق استقلاله رغم العراقيل والمطبات التي يعمل المحتل المغربي على وضعها على طريق تجسيد مبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي وفق ما أقرته قرارات الشرعية الدولية.