كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية، اورسولا فون دير لاين، بالبرلمان الأوروبي أمس، الإجراءات الاستعجالية التي حضرتها هيئتها لمواجهة أزمة الطاقة التي تعصف بدول القارة العجوز، في ظل الارتفاع الرهيب لأسعار الكهرباء المدفوع بارتفاع أسعار الغاز. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي بصدد إجراء إصلاحات كاملة وعميقة لسوق الكهرباء، واعدة بالتزام أوروبا الحازم ضد روسيا ومواصلة التضامن الثابت مع أوكرانيا، مؤكدة ضرورة الإبقاء على العقوبات المفروضة عليها عقابا لها على الحرب في أوكرانيا، وأنه "وقت التصميم وليس وقت التهدئة".   

وخلال خطابها حول "وضعية الاتحاد الأوروبي" المستوحى من خطاب "وضعية الاتحاد" الذي يلقيه الرئيس الأمريكي أمام الكونغرس كل سنة، أعلنت فون دير لاين، أنها ستغادر إلى كييف فور انتهاء النقاش حول كلمتها في البرلمان في ستراسبورغ. وخصصت المسؤولة الأوروبية جزءا كبيرا من خطابها الذي استمر حوالي ساعة، لمسألة ارتفاع أسعار الطاقة الناجم عن الحرب الروسية ـ الأوكرانية في وقت يهدد فيه التضخم المتزايد اقتصاد القارة. ورأت في هذا السياق أن تحديد سقف لعائدات شركات توليد الكهرباء انطلاقا من الطاقات المتجددة والنووية سيسمح بجمع "أكثر من 140 مليار أورو" لدول الاتحاد الأوروبي، التي سيكون بإمكانها إعادة توزيعها على العائلات والشركات المعرّضة للخطر.

أما بشأن دعم أوكرانيا والتعامل مع أسعار الطاقة، أعلنت فون دير لاين، عن إنشاء بنك عام مخصص للهيدروجين قالت إنه بإمكانه استثمار ثلاثة مليارات دولار "لبناء سوق المستقبل" لهذه الطاقة، متعهدة بتشكيل "احتياطات استراتيجية" لتفادي انقطاع الإمدادات بالمواد الأولية "الحيوية" للقطاع الصناعي خاصة المعادن النادرة التي تسيطر الصين على العرض العالمي عليها. وأكدت أيضا أن الاتحاد الأوروبي سيضاعف قدراته على مكافحة الحرائق العام المقبل، بشراء عشر طائرات برمائية خفيفة وثلاث مروحيات إضافية. وقالت في "هذا الصيف، أرسلنا طائرات إلى اليونان والسويد وإيطاليا وكافحنا حرائق في فرنسا وألمانيا. لكن مع تزايد وتيرة الحرائق وشدتها ستحتاج أوروبا إلى المزيد من القدرات".