في ظل حالة إفلاس دبلوماسي

المغرب يعود من جديد إلى سياسة الكرسي الشاغر

المغرب يعود من جديد إلى سياسة الكرسي الشاغر
  • القراءات: 467
و. أ و. أ

عاد المغرب، من جديد، إلى انتهاج سياسة الكرسي الشاغر على وقع حالة إفلاس دبلوماسي، بعد رفضه المشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي الثامن للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8" بتونس، بحجة مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في أشغاله. وبقي مقعد المغرب شاغرا خلال قمة  "تيكاد 8" احتجاجا على استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، لنظيره الصحراوي، إبراهيم غالي، الذي كان على رأس وفد هام لتمثيل بلده، العضو المؤسّس للاتحاد الإفريقي، في هذا الحدث الذي احتضنته تونس.

وأدان خبير الشؤون الإستراتيجية والأمنية، محند برقوق، سياسة "الشقاق" المغربية التي تجلت في محاولة المغرب "تقويض" قمة "تيكاد 8"، بما يميط اللثام عن النوايا المغربية الحقيقية فيما يتعلق بعضويته في الاتحاد الإفريقي، والتي تهدف إلى إثارة الشقاق بين دول القارة. وأضاف برقوق، أن "المغرب يعاني من حالة إفلاس مزدوجة سواء من الناحية الأخلاقية، من خلال سياسة الهروب إلى الأمام بشأن مسألة الصحراء الغربية، او بخصوص عدد من الملفات الإستراتيجية بالنسبة لإفريقيا" مثل محاولته الفاشلة في دعم منح صفة مراقب داخل الاتحاد الإفريقي للكيان الصهيوني. وهو ما جعله يشدّد على أن المملكة تواجه أيضا "أزمة سياسة خارجية" بدليل المحاولات المغربية "لإقامة تحالفات لوقف التضامن الإفريقي، فيما يتعلق بمسائل التنمية ولاسيما الأمن الجماعي".

وأكد الخبير الجزائري، أن ما يجب أن نسجل من قمة "تيكاد" هو "تأكيد وضع الصحراء الغربية كإقليم غير مستقل بالنسبة للأمم المتحدة ووضع الجمهورية الصحراوية الديمقراطية كعضو مؤسّس للاتحاد الإفريقي، من حقه المشاركة في جميع التفاعلات متعدّدة الأطراف للمنتظم الإفريقي، سواء مع الهيئات الإقليمية الأخرى أو حتى مع الجهات الفاعلة الجيوسياسية". وأكد في الختام، أن "المغرب تعرض لإخفاق مزدوج بتونس، تمثل الأول في مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في أشغال قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8"، والثــــاني في الاستقبال الخاص الذي حظي به الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي.