استهدف رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي والرئيس الفرنسي

المغرب يتجسس على العالم ببرنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي

المغرب يتجسس على العالم ببرنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي
  • القراءات: 1503
ق . د ق . د

فجرت وسائل إعلام غربية فضيحة من العيار الثقيل، المتهم فيها أجهزة الاستخبارات المغربية المتورطة في قضية تجسس، طالت مسؤولين سامين في الاتحاد الأوروبي، ومست أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إضافة إلى عدد من السياسيين والصحافيين والنشطاء الحقوقيين. 

ففي آخر تطورات قضية تجسس الأجهزة المغربية، كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن تعرض الرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الاوروبي، شارل ميشيل، للتجسس باستخدام برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي بطلب من العميل المغربي.

وقالت الصحيفة الفرنسية، في تقرير نشرته، أول أمس، تحت عنوان "مشروع بيغاسوس"، بأنه "تم اختيار هاتف تشارلز ميشيل، عندما كان رئيس وزراء بلجيكا". وأضافت أن "الدوائر المغربية اختارت هاتف الرئيس الحالي للمجلس الأوروبي للمراقبة المحتملة في عام 2019، عندما كان رئيسا لوزراء بلاده".

وأوضحت بأن العميل المغربي لشركة "إن أس أو" الاسرائيلية، صادر رقم هاتف خاص بشارل ميشيل عندما كان رئيس وزراء بلجيكا عام 2019، مثله مثل وزير الخارجية السابق وعضو البرلمان الأوروبي لويس ميشيل، الذي تم استهداف والده أيضا وفقا لنتائج التحقيق الذي أجرته "لو سوار" و«كناك" وفوربيدن ستوريز" و«لوموند" و«إذاعة فرنسا" و12 وسيلة إعلامية أخرى مجتمعة، ضمن "مشروع بيغاسوس".

وحسب نفس المصدر، فقد استهدف هاتف المسؤول الأوروبي، في نفس الفترة التي استهدف فيها أيضا هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصرف وصفته الرئاسة الفرنسية بأنه أمر "خطير للغاية".

وقالت الرئاسة الفرنسية في ردها على هذه التقارير الإعلامية المثيرة، أنه "إذا صحت المعلومات المتعلقة بالتنصت على هاتف الرئيس ماكرون فستكون خطيرة للغاية". وأضافت أن السلطات ستتحرى هذه المعلومات لإلقاء الضوء اللازم على التقارير".

وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية، قالت استنادا لمعلومات خاصة بها، بأن المخابرات المغربية استهدفت هاتفي الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس وزرائه السابق إدوار فيليب، عبر برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي المخصص للتجسس.

وأوضحت أن "أحد الأرقام الهاتفية لرئيس الجمهورية الفرنسية الذي يستخدمه، بانتظام منذ 2017 على الأقل وحتى الأيام الأخيرة، يظهر في قائمة الأرقام التي اختار جهاز المخابرات المغربية التجسس عليها"، معتبرة ذلك "يشكل عملا عدائيا من جانب المغرب تجاه رئيس دولة..".

وحسب معطيات "لوموند"، فإنه بالإضافة إلى الرئيس والوزراء، فقد استهدفت المخابرات المغربية أيضا مسؤولين حزبيين ونوابا وشخصيتين رئيسيتين في الوفد المرافق لإيمانويل ماكرون، هما فرانك باريس مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأفريقية وألكسندر بينالا  الحارس الشخصي للرئيس.

وفقا للبيانات التي نشرتها منظمة "فوربيدن ستوريز" ومنظمة العفو الدولية وصحيفة "لوموند"، فإن المغرب يعد مستخدما كبيرا لهذا البرنامج، الذي يمكن من السيطرة الكاملة على الهاتف المحمول واستخراج أي بيانات من رسائل البريد الإلكتروني والدليل والموقع والمستندات والصور والرسائل المتبادلة عبر وسيط الرسائل المشفرة، كما يمكنه أيضا وبطريقة خفية تماما تنشيط الميكروفون والكاميرا.

وبعد أن تلقى القضاء الفرنسي عدة شكاوى من مؤسسات صحفية وصحافيين مستقلين ومحامين ونشطاء حقوقيين فرنسيين، كانوا ضحية عملية التجسس الخطيرة على هواتفهم النقالة، تثبت ضلوع السلطات المغربية فيها، أعلنت النيابة العامة الفرنسية عن فتح تحقيق بشأن القضية.

وكشف التحقيق الاستقصائي الذي أجراه تحالف مؤسسات إعلامية عن اختراق المغرب لهواتف صحافيين ونشطاء وحقوقيين، مستخدما البرنامج الذي طورته شركة تابعة للكيان الصهيوني متخصصة في تقنيات التجسس.

ونشر التحقيق من قبل تحالف المؤسسات الإعلامية العالمية، بما فيها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية و«الغارديان" البريطانية بالتعاون مع منظمة العفو الدولية التي عملت على تحليل البيانات عبر مختبر الأمن التابع لها، بالإضافة إلى "فوربيدن ستوريز" وهي منظمة صحفية غير ربحية تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها.

ولم تتوقف وسائل الإعلام العالمية منذ الأحد الأخير عن الحديث عن برنامج "بيغاسوس" للقرصنة والتجسس الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية وسوّقت له ومنحت رخصة استخدامه لعدد من الحكومات في جميع أنحاء العالم.