تشارك فيها جماعات يهودية متطرفة بحماية بوليسية

المرابطون بالمسجد الأقصى في مواجهة أكبر عملية تدنيس لمقدساته

المرابطون بالمسجد الأقصى في مواجهة أكبر عملية تدنيس لمقدساته
  • القراءات: 565
لم يسبق أن عرفت حرمة المسجد الأقصى استباحة يهودية متطرفة بمثل ما تعرفه أولى القبلتين خلال السنوات الأخيرة، ضمن خطة استيطانية الغاية منها تكريس الإدعاء بيهودية المكان وبدعوى البحث عن هيكل النبي سليمان عليه السلام. وشكلت الأحداث التي تعرفها المنطقة العربية ضمن ما عرف بالربيع العربي وانشغال كل العرب بما يجري في بلدانهم من حروب أهلية، ونفض الدول الإسلامية يديها من كل مسؤولية لها في حماية أحد أقدس مقدسات شعوبها المناسبة المواتية للمستوطنين بتكثيف زياراتهم إلى باحات المسجد الشريف، وتعمّد انتهاك قدسية ثالث الحرمين ضمن خطط يتم الإعداد لها بإحكام وتنسيق مسبق مع الحكومة ومختلف أجهزة الأمن الإسرائيلية. ولا يجد المقدسيون من الطلبة والمرابطين في داخل الأقصى الشريف من وسيلة لمواجهة آلة بوليسية تضمن الحماية للمستوطنين سوى التهليل والتكبير، وسؤالهم إلى متى يدوم مثل هذا الذل والهوان؟  
وضمن هذه المخططات المعدة مسبقا دعت منظمة يهودية متطرفة كافة المستوطنين إلى  القيام باقتحامات واسعة النطاق اليوم للمسجد الأقصى بتنسيق مع جماعة يهودية متطرفة تطلق على نفسها تسمية "طلاب من أجل الهيكل" المزعوم. وستنفذ هذه المجموعات المتطرفة برنامجا تهويديا ضخما داخل المسجد الأقصى تختمها بإلقاء محاضرة أمام المقتحمين لتسويق فكرة يهودية المسجد، ضمن خطة لتزييف التاريخ وزيارة استفزازية لآثار المسجد الأقصى، والمتحف الإسلامي بالقرب من باب المغاربة وباب الرحمة شرقي الأقصى. وتعد هذه الزيارة الأخطر من نوعها ينظمها مستوطنون يمينيون تمكنوا من فرض منطقهم، وبعد أن تغلغلوا في كل دواليب السلطة الإسرائيلية لأنها ستكون بمثابة سابقة لتصعيد قادم داخل الحرم المقدسي.   
ولم يجد أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون القدس، ما يقول أمام هذه التطورات سوى التحذير من خطورة الدعوات التي أطلقتها الجماعات اليهودية المتطرفة، داعيا الفلسطينيين إلى شد الرحال والتواجد المستمر والمرابطة في الأقصى وباحاته لرد أي اعتداء يستهدفه.  وحمل المسؤول الفلسطيني حكومة الاحتلال مسؤولية ما يجري في المسجد الأقصى من عمليات استفزازية لمشاعر المسلمين وتصعيد انتهاكاتها اليومية التي تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص.
ولكن السؤال المطروح هو إلى أي مدى بإمكان المرابطين من المقدسيين الصمود أمام خطط مدبرة ومخطط لها بإحكام، وتنفذ بحماية جنود وعناصر شرطة الاحتلال في وقت بقيت فيه مختلف الحكومات العربية وجامعتها ومنظمة التعاون الإسلامي تنظر إلى ما يجري عاجزة وكأن الأمر لا يعنيها.