تعقد اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي اجتماعا تشاوريا مباشر في تونس من أجل التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا العالقة استعدادًا لجلسة عامة تبدأ في سويسرا في 28 جوان الجاري.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إن اللجنة ستواصل على مدى ثلاثة أيام اجتماعها التشاوري في العاصمة التونسية ضمن الاستعداد لمناقشات الجلسة العامة للملتقى التي سينظم في سويسرا بعد غد الاثنين.

ويأتي عقد هذا الاجتماع التمهيدي، بناءً على طلب بعض أعضاء الملتقى بهدف التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا العالقة ووضع اقتراح واحد للقاعدة الدستورية للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري، وذلك للنظر فيه واتخاذ قرار بشأنه خلال اجتماع سويسرا.

كما يأتي غداة اختتام مؤتمر ”برلين 2” الذي وأكدت بشأنه سفارة ألمانيا في ليبيا بأنه شكل مرحلة جديدة للسلام في هذا البلد بهدف ضمان استمرار النجاحات التي تحققت في الأشهر الأخيرة مثل وقف إطلاق النار والتحضير للانتخابات علاوة على الدعم الدولي لتحقيق الاستقرار المستدام.

وأشارت السفارة الألمانية في بيان لها إلى أن التركيز الآن سيكون على موضوعين، وهما تنفيذ خارطة الطريق السياسية التي اعتمدها منتدى الحوار السياسي الليبي وصولا إلى إجراء انتخابات وطنية في 24 ديسمبر القادم، ويخص الثاني، التطبيق الكامل لبنود اتفاق وقف اطلاق النار المعلن شهر اكتوبر الماضي بما في ذلك انسحاب كل المقاتلين الأجانب.

وفي هذا السياق، أكد المبعوث الأمريكي الخاص لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بأن ”‏المجتمع الدولي أظهر في برلين دعمه الواسع لانتخابات 24 ديسمبر 2021 والتنفيذ الكامل لاتفاق أكتوبر 2020 لوقف ‏إطلاق النار”.

وقال عبر موقع السفارة الأمريكية في ليبيا ‏على ”تويتر” إن الولايات المتحدة ”ستواصل متابعة الالتزام بسيادة واستقلال ليبيا”، مضيفا أن بلاده ستواصل العمل مع الشركاء ومن خلال ‏الأمم المتحدة لدعم الاستعدادات للانتخابات وسحب القوات ‏الأجنبية المرتزقة، بداية بانسحاب متسلسل ومتوازن ويمكن ‏التحقق منه للعناصر من كلا الجانبين بطرق لا تقوض وقف إطلاق النار.

والموقف نفسه أكده مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، بانكول أديوي، الذي شدد على الحاجة الملحة لسحب المقاتلين الأجانب من ليبيا وأهمية إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، معلنا دعم الاتحاد الإفريقي الكامل للسلطات التنفيذية المؤقتة في ليبيا.

جاء ذلك خلال مباحثات أجراها مفوض المسؤول الإفريقي في العاصمة برلين مع وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، على هامش مؤتمر ”برلين 2” تناولت سبل تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

من جهته، جدد الاتحاد الأوروبي التأكيد على التزامه بتقديم الدعم اللازم للتحضير للانتخابات العامة المقررة بليبيا في 24 ديسمبر المقبل والحفاظ على وقف إطلاق النار.

وأشادت البعثة الأوروبية في ليبيا في بيان لها بالأجواء ”الإيجابية” التي طبعت مؤتمر برلين الثاني بمشاركة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، إضافة إلى مسؤولين من 17 دولة وأربع منظمات دولية.

والى جانب هاذين الموضوعين اللذين أخذا حصة الأسد في نقاشات مؤتمر ”برلين 2”، فرضت اشكالية توحيد قوات الأمن الليبية، نفسها بقوة في الاجتماع لما سيكون من شأنه تعزيز احتكار القوة في يد حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية.

وناقش مؤتمر ”برلين 2” آليات تفعيل مخرجات مؤتمر برلين الأول ومنها التأكيد على ضرورة الانسحاب الفوري للمرتزقة الأجانب من ليبيا وتقديم الدعم القوي للسلطة الانتقالية من أجل إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر المقبل.