طغيان لغة التهديدات تعمّق شرخ الأزمة السياسية في إسبانيا

الكتالانيون يتهمون الملك فيليب السادس بصب الزيت على النار

الكتالانيون يتهمون الملك فيليب السادس بصب الزيت على النار
  • القراءات: 1900
م. مرشدي م. مرشدي

دخل فرقاء الأزمة الإسبانية حرب تصريحات ووعيد وتهديد متبادل ضمن قبضة تؤكد كل معطياتها أنها تسير باتجاه تصعيد قادم وسط احتمالات بقطيعة نهائية بين مدريد وبرشلونة. واحتدمت هذه القبضة أمس، عندما دخل الملك فيليب السادس في قلبها بعد أن خرج عن صمته متوعدا رئيس إقليم كاتالونيا، كارل بديغمونت وكل قيادات حكومته بالضرب بيد من حديد لمنع تفتيت وحدة التراب الإسباني.

ويبدو أن إصرار هؤلاء على مواصلة مسيرة الاستقلال إلى نهايتها جعلهم غير مكترثين لتحذيرات خطاب الملك غير المسبوق بعد أن سارع الرئيس بديغمونت إلى التأكيد في تصريح صحفي أنه سيعلن عن استقلال كاتالونيا بداية الأسبوع القادم مباشرة بعد الكشف عن النتائج النهائية للاستفتاء.

وعلى غير عادة ملك إسبانيا، فيليب السادس، فقد ألقى خطابا حاد اللهجة بعبارات التهديد والوعيد في موقف حازم ضد كل مسعى لاستقلال أيا من أقاليم مملكته، محذرا مسؤولي كتالونيا من تبعات قرارهم للمساس بوحدة مملكة إسبانيا وتهديد عرشها ونظامها الدستوري ضمن خطوة وصفها بأنها «انتهاك متعمد لنص الدستور الإسباني وبما أصبح يشكل خطرا على استقرار كتالونيا وكل إسبانيا».

وهي لهجة جعلت جوردي تيريل الناطق باسم حكومة كتالونيا يتهم الملك بصب الزيت على النار وخاصة بعد لجوء السلطات المركزية مباشرة بعد هذا الخطاب إلى اتهام مدير شرطة الإقليم، جوزيف لويس ترابيرو ومساعدته بالعصيان مما قد يكلفهما عقوبة سجن قد تصل إلى 15 سنة سجنا نافذا.

وأكد متتبعون لمضمون خطاب ملك إسبانيا أن ذلك سيكون بمثابة ضوء أخضر لرئيس حكومته، ماريانو راخوي لاتخاذ إجراءات ردعية فورية لقطع الطريق أمام الانفصاليين لمنعهم من مواصلة خطتهم من خلال اللجوء إلى تطبيق المادة 155 من الدستور التي تعطي صلاحيات لرئيس الحكومة بالسيطرة على مقار الهيئات الكتالونية.

ويبقى هذا الاحتمال وارد جدا في حال تمسك الرئيس الكتالوني بموقفه وإقدامه على إعلان الاستقلال بصفة رسمية على اعتبار أن ذلك سيكون بمثابة سكين في جسد المملكة الإسبانية.

وفي انتظار ما ستسفر عنه تطورات الساعات القادمة، فإن رئيس الحكومة الإسبانية لم يشأ المغامرة بأي قرار صادم وفضل متابعة تطورات الموقف عن كثب ولكن دون تسرع حيث اكتفى بدعوة الكتالونيين الذين يعارضون الاستقلال للخروج في مسيرات حاشدة الأحد القادم للرد على مسيرات تأييد الاستقلال التي شارك فيها نهار الاثنين قرابة 700 ألف انفصالي.

والمؤكد أن عمليات الشد والجذب والاتهامات المتبادلة ولغة التهديد ستفرز تطورات جديدة خلال الأيام القادمة، من شأنها تعميق الشرخ وخاصة في ظل رفض كل طرف التراجع عن مواقفه رغم نداءات الاتحاد الأوروبي أمس، لتغليب لغة الحوار والمفاوضات لنزع فتيل أزمة يبدو التوصل إلى أرضية توافقية بشأنها أمرا مستحيلا.