لبحث الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق

الكاظمي في واشنطن للقاء الرئيس بايدن

الكاظمي في واشنطن للقاء الرئيس بايدن
  • القراءات: 721
ق. د ق. د

من المقرر أن يلتقي غدا الاثنين رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بالعاصمة واشنطن بالرئيس الأمريكي، جو بادين، في أول لقاء يجمع هذا الأخير بمسؤول عراقي رفيع المستوى لبحث الانسحاب المحتمل للقوات الأمريكية من الأراضي العراقية من جهة ومن جهة أخرى لكسب الدعم السياسي قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في العراق.

وتأتي زيارة الكاظمي للبيت الأبيض بعد نحو أسبوع من الهجوم الدامي الذي استهدف العاصمة بغداد وتبناه تنظيم "الدولة الاسلامية" الارهابي الذي لا يزال يواصل هجماته في بلاد الرافدين رغم تعرضه خلال السنوات الأخيرة لعدة هزائم على يد القوات العراقية المدعومة بقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وأجبرته على التراجع من عدة مناطق شاسعة كانت تحت سيطرته.

وعشية توجهه إلى العاصمة الأمريكية، أعلن رئيس الحكومة العراقية على موقع "‘تويتر" "القبض على أعضاء الخلية الإرهابية المسؤول عن الهجوم الانتحاري" الذي خلف 30 قتيلا في إشارة إلى إمكانية القوات العراقية ضمان الأمن في العراق.

ويحتاج الكاظمي إلى تصريح رسمي، من واشنطن يعيد تعريف التواجد الأمريكي في بلاده بهدف تخفيف الضغط الذي تمارسه مليشيات عراقية لها وزنها في البلاد تصر على انسحاب 2500 جندي أمريكي لا يزالون منتشرون في هذا البلد العربي.

وبينما أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين الذي سبق وزيره الأول إلى واشنطن بأن المحادثات بين الطرفين ستسفر عن وضع برنامج زمني لانسحاب القوات الأمريكية، تحدثت الصحافة الأمريكية عن ما وصفته بإعادة تعريف لمهمة هذه القوات.

ويرى متتبعون للشأن العراقي أنه إذا لم يتمكن الكاظمي من افتكاك اعتراف رسمي من ادارة بادين بخصوص سحب القوات الأمريكية، فإن ذلك يهدد بتصعيد التوتر في العراق، خاصة وأن مليشيا الحشد الشعبي التي سبق ودعمت الجيش الأمريكي في محاربة الارهاب في العراق تصر على انسحاب هذا الأخير لكل جنوده. ويشتبه في أنها شنت منذ بداية العام الجاري ما لا يقل عن 50 هجوما ضد المصالح الأمريكية في العراق.

ولا يزال التواجد العسكري الأمريكي في العراق يشكل نقطة شد وجذب بين بغداد وواشنطن التي سحبت معظم قواتها من بلاد الرافدين خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب. وأبقت فقط على قوات تقوم بدور "استشاري" و"تكويني" لقوات الجيش العراقي المختصة في محاربة الارهاب.

غير أن مصدر دبلوماسي غربي لم يكشف عن هويته أكد في تصريح صحفي أن آخر شيء ترغب فيه الولايات المتحدة هو الانسحاب نهائيا من العراق بقناعة أنها ستجد نفسها بعد سنوات من الآن أمام نفس الوضعية مع عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" الارهابي الذي لا يزال ينشط في المنطقة.

وعلاوة على مسألة الانسحاب العسكري، فإن العراق ينتظره تحدي تنظيم الانتخابات التشريعية شهر أكتوبر القادم التي يعول الكاظمي على كسب الدعم الأمريكي للحفاظ على منصبه في بلد غارق في أزمة متعددة الجوانب من اضطرابات سياسية وتفشي الفساد واغتيالات وانقطاع التيار الكهربائي وغيرها من التبعات المدمرة للغزو الأمريكي لهذا البلد عام 2003 يضاف لها جائحة كورونا.