رغم محاولات الشرطة الملكية منع استفتاء الاستقلال

الكاتالان يضعون وحدة إسبانيا أمام مصير مجهول،،،

الكاتالان يضعون وحدة إسبانيا أمام مصير مجهول،،،
  • القراءات: 1458
م/ مرشدي م/ مرشدي

تحولت الشوارع المحاذية لمكاتب الاقتراع في مختلف المدن الكاتالونية إلى ساحات لمواجهات عنيفة بين الاستقلاليين الكاتالان وقوات الشرطة الملكية الاسبانية، التي حاولت منذ الساعات الأولى لنهار أمس منع إتمام استفتاء الاستقلال الذي بقي محل جدل بين السلطات المركزية في مدريد والحكومة الإقليمية في برشلونة.

ودخلت تعزيزات قوات الأمن الوطنية الإسبانية والتي قدر تعدادها بحوالي عشرة آلاف رجل ومؤيدي استقلال الشعب الكاتالوني لعبة «القط والفأر» ما لبثت أن تحولت إلى صدامات عنيفة بين الجانبين لجأت خلالها الشرطة الملكية إلى استخدام الرصاص المطاطي لثني المتظاهرين عن الدخول إلى مكاتب التصويت تنفيذا لحكم قضائي بعدم شرعية هذه الخطوة التي دعت إليها الحكومة الإقليمية في برشلونة مما أدى إلى وقوع إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الجانبين.

وعلى غير عادتهم في يوم العطلة الأسبوعية، توافد آلاف الكاتالانيين منذ الساعات الأولى على مراكز التصويت لتفويت الفرصة على الشرطة الملكية وتخليد هذه الذكرى التي قد تؤرخ لميلاد جمهورية جديدة في أوروبا في حال كتب النجاح لأول عملية انفصال سلسلة في القارة العجوز بعيدا عن لغة السلاح والمواجهات الدامية.

وكان اقتحام عناصر الشرطة الاسبانية لمكاتب التصويت لحجز صناديق الاقتراع ضمن خطة لإفشال الاستفتاء بمثابة فتيل أشعل هذه المواجهات الدامية بين تعزيزات قوات الشرطة والمتظاهرين الذين تمسكوا بحقهم في الإدلاء بأصواتهم وحاولوا من جهتهم حماية مكاتب الاقتراع. وندد رئيس الإقليم كارل بيغدمونت بما اسماه بـ«العنف غير المبرر» الذي استخدمته قوات الشرطة وخاصة بعد استخدامها للرصاص المطاطي في نفس الوقت الذي طالبته الحكومة المركزية في مدريد بوقف ما وصفته بـ«كذبة» الاستفتاء محملة إياه مسؤولية الانزلاق الذي عرفته الأحداث. وقالت صورايا صاينز سانتاماريا الرقم الثاني في الحكومة الاسبانية باتجاه الحكومة الكتالانية إن «الاستمرار في هذه الكذبة ليس له أي معنى والتي ستنتهي إلى طريق مسدود بما يستدعي وقفها في الحين» وحملت «رئيس الحكومة الانفصالية وطاقمه الوزاري مسؤولية ما حدث أمس وما سيحدث لاحقا في حال لم يضع حدا لهذه المهزلة».

وعكس الموقف الرسمي الإسباني درجة التحدي الذي تواجهه حكومة رئيس الحكومة ماريانو راخوي الذي انعدمت على طاولته البدائل وخيارات التعاطي مع هذا الطارئ في ظل إصرار الاستقلاليين في المضي في مسعاهم إلى نهايته رغم أنهم لم يكونوا متأكدين أن

الـ«نعم» سيكون الغالب في نهاية هذه التجربة رغم خطورتها على تجانس المجتمع الاسباني الذي شكل الاستفتاء هزة قوية في كيانه كمجتمع متعدد الأقليات والأقاليم. وهو واقع اعتبرته صحيفة «البايس» واسعة الانتشار أن الديمقراطية الاسبانية واجهت من خلال هذا الاستفتاء اكبر تحد لها منذ وفاة الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو سنة 1975.

ومهما يكن مستقبل إقليم كاتالونيا في كنف الاستقلال أو العودة إلى أحضان الدولة الأم فان ذلك لا يمنع من القول أن حبل الود قد انقطع بين مدريد وبرشلونة فاتحا الباب واسعا أمام عداء وريبة متبادلة حتى وان لم تخرج للعلن، فإنها ستفرض دون شك بناء علاقة على أسس جديدة ستحتم على الجانبين وضع تجربة الاستفتاء كتجربة لا يجب نسيانها.